بنات لبنان.. للجمال وجوه أخرى
من منا لم يحلم يوما بالزواج من لبنانية.. بنات لبنان فاتنات يتألقن كنجمات لامعات في ليل حالك فيخطفن الأنظار أينما كن، فهن على الدوام ساحرات يهتممن بجمالهن وأناقتهن، وهو ما يجعلهن حلما لكل شاب عربي من المحيط للخليج، إذ تتمتع المرأة اللبنانية بنوع نادر من الحسن يجمع ما بين سحر الشرق المتمثل في ملامح عربية أصيلة وبين إطلالة الغرب المتجددة والمنطلقة دوما..
في تسعينيات القرن الماضي، كانت المجلات الفنية والاجتماعية اللبنانية هي بوابة جيلنا إلى ذلك العالم الساحر، لهذا كانت مجلة مثل «الشبكة» بما تصطاده أسبوعيا من حسناوت ذلك البحر الهائج بالأحداث، هي المصدر الأول الذي شكل وعينا تجاه بلد عربي يضج بالكثير من الأحداث ويجمع الكثير والكثير من المتضادات، من حفل صاخب في ملهى ليلي.. إلى جنود يحتضنون بنادقهم تحسبا لغدر عدو يأكل أطراف الوطن، لكن فتيان في مثل أعمارنا ما كانوا يكترثون إلا للأكتاف المرمرية والأعناق الخارجة لتوها من متحف إغريقي!
جمال العقل
وكانت الإطلالة الأكثر إدهاشا لفتى في عمري أن يتعرف إلى صوت ماجدة الرومي، فرحت أحلم مع صوتها الساحر في «كلمات» و«كن صديقي» و«سمراء»، لكنني استيقظت على « عم بحلمك يا حلم يا لبنان» و«يا بيروت يا ست الدنيا» و«قوم اتحدى».. وغيرها من الأغاني التي فتحت أمامي بابا للحقيقة، فنحن لسنا أمام أمة تسهر للصباح في ملهى ليلي، بل وطن يحترق دفاعا عن كرامته ومع ذلك لا ينسى «نصيبه من الدنيا».
وبشكل عام يرتبط اسم لبنان -بلد الحرب والحب- بالجمال.. ذلك الجمال المتمثل في طبيعة خلابة لا تقل في فتنتها عن بنات لبنان، فلما كان الجمال هو عنوان بلاد الأرز، ولما كانت أيضا المرأة هي عنوان كل جمال، فنحن نتحدث عن جميلات لبنان لكن من زاوية مختلفة تماما.. جمال لا يتوقف عند حلاوة الملامح وسحر الطلة، بل يتخطى كل ذلك ليصل إلى جمال العقل.. فتعالوا نتحدث قليلا عن بنات لبنان الرائدات، اللائي كن –ومازال- لهن بصمات واضحة في مجالات مختلفة ونفذ تأثيرهن من حدود بلدهن إلى مختلف أرجاء العالم..
مثلا، من لا يعرف منيرة الصلح، المناضلة من أجل حقوق المرأة وأصحاب الهمم، أسست في 1959 جمعية أمل، وهي أول جمعية في لبنان والعالم العربي تعنى بشؤون أصحاب الهمم. كذلك هناك ألكسندرا عيسى الخوري، السيدة التي ترأست الصليب الأحمر اللبناني من 1964 حتى 1991، فضلا عن الصحفية الناشطة من أجل حقوق المرأة، أنيسة نجار، وغيرهن.
ولا يتوقف دور المرأة اللبنانية عند حدود العمل الاجتماعي أو النشاط الثقافي، فقبل أعوام أصدرت مجلة فوربس العالمية قائمة تضمنت أبرز رائدات الاعمال في منطقة الشرق الأوسط، وكان من بينهن أكثر من حسناء لبنانية، تخطت حدود جمل الشكل إلى الجمال بمفهومه الأوسع والأشمل والذي يضم إلى جانب حسن الخلقة رجاحة العقل والتفوق، مثل بأنة الشوملي وهي مؤسسة ورئيسة تنفيذية في Servise Market، وكذلك سارة كريستينا، الفائزة بجائزة مبادرة النساء للعام 2017 التي تمنحها Cartier Women’s Initiative Award.
وفي مجال الصحافة، تجدر الإشارة إلى أن الصحافة النسائية اللبنانيَة انطلقت من مصر مع أُم الصحفيات هند نوفل، والتي أصدرت مجلة «الفتاة» العام 1892. وبعد، فإن هذا غيض من فيض، فقائمة الحسناوات اللبنانيات الرائدات سواء في الماضي أو الحاضر تطول ولا يمكن اختصارها في مساحة محدودة، فنحن بحاجة إلى مجلدات من أجل إنجاز مهمة صعبة كهذه.. فتحية لـ بنات لبنان الجميلات دوما شكلا وموضوعا.. وتحية للبنان الذي يقاوم الخراب بالجمال.