علي عبد الخالق وصرخة الكبرياء الأخيرة!!
أن يصرخ -كما نقل عن مقربين منه- مخرج بحجم علي عبد الخالق الذي انشغل وعاش والتزم بقضايا شعبه ووطنه من عدم قدرته ماديا على العلاج يكون في الأمر تقصير ما يحتاج إلى مراجعة عاجلة.. ولم يكن إلا التدخل الرئاسي المشكور الذي سعى لإنقاذ المبدع الكبير! بل أن يبقى أصلا مخرج بهذا الاسم وهذه الكفاءة وتلك الوطنية بلا عمل يكون أيضا في الأمر تقصير يحتاج إلي المراجعة!
أن تسند لبعض المخرجين ومنهم من حكم عليهم شعبنا بالفشل وتوالت الصفات التي أطلقت عليهم في ثورة غضب عارمة ضدهم أعمال وأعمال ويبقي علي عبد الخالق في بيته بلا عمل نكون أمام تقصير كبير جدا ورؤية تحتاج إلى تصحيح إلى الوسط الفني خصوصا مخلصيه وموهوبيه وما أكثرهم!
والوسط الفني ليس مخرجين فقط وإنما وسط كامل كبير من فنيين ومهندسي صوت وإضاءة وديكور وماكياج وربما كان أقلهم عددا المخرجين ثم المؤلفين ثم الممثلين.. هؤلاء منهم مخلصون كثيرون كانوا مع الوطن في أصعب أيامه وأشرس معاركه.. وآن أوان احتضانهم جميعا وابلاغهم عمليا أنهم في عين مصر وممثليها في الإنتاج الفني وغيره!
رحم الله علي عبد الخالق صاحب ثلاثية المخدرات والإدمان (العار والكيف وجري الوحوش).. وصاحب ثلاثية المواجهة مع العدو (أغنية على الممر.. إعدام ميت وبئر الخيانة) وصاحب ثلاثية مناقشة تداعيات الانفتاح الاقتصادي علي مجتمعنا (السادة المرتشون والحب وحده لا يكفي ومدافن مفروشة للإيجار) وغيرها وغيرها من القضايا التي طرحها واستتفر المجتمع ضدها وغيرها مما حذر منها ومن خطورته ليكون الفن في خدمة الناس والوطن وليس تجريسا له وتجارة به لمن يمول ويدفع!
رحم الله علي عبد الخالق.. المخرج المثقف الذي عاش كبيرا ورحل بكبرياء!