جلال عوارة.. صدمة الرحيل وقسوة الوداع!
هناك -ذات يوم- في إحدي المرتفعات التونسية حيث أحد المقاهي المتميزة - وقد كنا بين إنهاء الدراسة والعمل أو تأدية الخدمة الوطنية- حيث تركنا زميلنا الكاتب الصحفي وائل لطفي يواجه مصيره مع الفاتورة! وغادرنا أنا وهو في هدوء وبعد دقائق أيقن لطفي "المقلب" وبدأ صوته في الاستغاثة يبحث عني وعنه.. ولم تفضحنا إلا ضحكته تهز أرجاء المكان.. المرتفعات مع جملة المقاهي علي المنحدر!
كان هو جلال عوارة.. الإعلامي والبرلماني.. الذي تفجعنا الأخبار اليوم برحيله المفاجئ والصادم.. ليتوقف القلب الطيب وتتوقف معه ضحكته البريئة وإلي الأبد! ما الذي جري؟ لا نعرف لكنها إرادة الله.. كيف ذلك؟ لا نعرف لكنها إرادة الله.. متي ذلك؟ لا نعرف لكنها إرادة الله.. ما نعرفه أن الحزن اليوم عنوان طنطا بلده وموطنه ومسقط رأسه ودائرته..
ذهبت إليه قبل سنوات لتقديم العزاء في والده وفي العزاء ونسي المعزين وتذكر ضيافتي بكرم طنطاوي كبير.. والتقيته مرارا في سنوات الاختطاف القصري السنوات الماضية بحكم مشاغل كل منا وكلما التقيته ذكرني بمقلب تونس مجلجلا في الأماكن بذات الضحكات الطيبة البريئة!
الحزن اليوم عنوان ماسبيرو الإسم الكودي لمبني الإذاعة والتلفزيون وقد حمل أحلام أبنائه إلي البرلمان محاولا البحث عن حلول لأزمات تراكمت وأرهقت الجميع.. أو قل أبناء الإعلام المصري الوطني قبل الجميع. لكن تجربته لم تكتمل لا البرلمانية ولا في التعبير عن أبناء مهنته ولا زملاء المبنى التاريخي ولا حتى في ضمان مقعد العائلة في دائرة بندر طنطا!
اليوم يرحل جلال عوارة.. تاركا السيرة الطيبة والسمعة الحسنة.. أداء اعلامي لافت كان يستحق عنه مساحات أكثر.. وإنتقال بين قنوات في سنوات اضطراب كبير دفع ثمنها مع آخرين تلاعبت ظروف عديدة بمستقبلهم وكفاءاتهم حولت فرصهم واحلامهم الواسعة إلي حظ عاثر وخطي متعثرة!
اليوم يرحل جلال عوارة ولا نعرف كيف ذلك ولا أين ذلك.. يتوقف القلب الطيب إلى الأبد.. دون وداع.. دون إنذار ودون إشارة.. لكنها إرادة الله ولا راد لها..
إنا لله وإنا إليه راجعون!