رعب يضرب أوروبا.. مخاوف من انتشار مواد مشعة بسبب محطة زابوريجيا النووية
حذرت الشركة الأوكرانية العامة المشغلة لمحطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها القوات الروسية، من مخاطر "انتشار مواد مشعة".
وأفادت "إينرجو أتوم" أن القوات الروسية "قصفت مرارا خلال يوم أمس" الموقع وثمة مخاطر تسرب هيدروجين وانتشار مواد مشعة"، مشيرة في الوقت نفسه إلى "مخاطر كبيرة باندلاع حريق".
ويتصاعد القلق الدولي في ظل استمرار قصف مجمع يضم محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية، خاصة مع نفي كييف وموسكو استهدافها، وتبادلهما الاتهامات بـالإرهاب النووي، بعد ضرب المحطة الأكبر في أوروبا، وسط موجة تنديد دولية، تخشى من تكرار فاجعة كارثة «تشيرنوبل».
تبادل اتهامات
وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهام بالمسئولية عن قصف بالقرب من المحطة أدى يوم الخميس إلى اندلاع حرائق في أفران بمحطة قريبة تعمل بالفحم، الأمر الذي أدى لفصل المحطة عن شبكة الكهرباء.
وسعت كل منهما لتبديد المخاوف من أن معركتهما للسيطرة على المحطة قد تؤدي إلى كارثة.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت القوات الأوكرانية بقصف مجمع محطة زابوريجيا للطاقة النووية ثلاث مرات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي وصف أي هجوم على المحطة النووية بأنه "عمل انتحاري"، دعا إلى السماح لمفتشين تابعين للمنظمة بدخول المحطة.
المحطة الأكبر
وتقع المحطة، وهي الأكبر من نوعها في أوروبا، بالمنطقة الجنوبية التي استولت عليها القوات الروسية في مارس الماضي، وتستهدفها أوكرانيا الآن في إطار هجوم مضاد.
وطالبت كييف بجعل المنطقة منزوعة السلاح والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، بدخولها.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الروسية إنها تؤيد أيضًا زيارة مفتشي الوكالة، متهمة أوكرانيا بعرقلة ذلك، في محاولة منها "لأخذ أوروبا رهينة بقصف المحطة".
وألقت أوكرانيا باللوم على روسيا في الهجمات التي وقعت الأسبوع الماضي على المحطة، التي لا يزال يديرها فنيون أوكرانيون. وقالت إن ثلاثة أجهزة استشعار لمراقبة الإشعاع تضررت وتم نقل عاملين إلى المستشفى بسبب إصابتهما بشظايا.
ودعا بترو كوتين رئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية إنرجواتوم، إلى نشر قوات حفظ سلام في مجمع زابوريجيا وإدارته، مع تسليم مسؤولية تشغيله إلى أوكرانيا.
وأشار إلى خطر سقوط قذائف على حاويات الوقود النووي المستهلك ذي النشاط الإشعاعي العالي، ووصف ذلك بأنه أمر خطير للغاية. وقال إنه إذا تم إتلاف حاويتين أو أكثر "من المستحيل تقييم حجم الكارثة الناتجة".
وقال كوتين "مثل هذه التصرفات المجنونة قد تجعل الوضع يخرج عن نطاق السيطرة، وسيكون مثل كارثتي فوكوشيما أو تشيرنوبل".
محطة زابوريجيا النووية
وأنشئت محطة زابوريجيا النووية في العهد السوفييتي، في عام 1980، وهي واحدة من أربع محطات نووية عاملة في أوكرانيا، وتولد نحو 42 مليار كيلووات/ساعة من الكهرباء، ما يمثل نحو 40% من إجمالي الكهرباء المولدة من المحطات النووية الأوكرانية.
وبدأ عمل المحطة فعليًا في عام 1984، وأنتجت أكثر من 1.23 تريليون كيلوواط/ساعة من الكهرباء اعتبارًا من ديسمبر 2021.
وتتكون المحطة من ست وحدات مفاعلات الماء المضغوط (PWR)، بسعة كهربائية إجمالية تبلغ 1000 ميجاوات لكل منها.
وشغلت الوحدة الأولى في عام 1984، وشغلت الوحدات الأربعة الأخرى، خلال الأعوام اللاحقة.
وفي عام 1990، وبسبب مخاوف من تكرار كارثة تشيرنوبل، أوقفت بناء وحدات نووية جديدة، فتعطل بناء في الوحدة 6، لكن سرعان ما دفع زيادة الطلب على الكهرباء، إلى الإسراع فيها، لتدخل الخدمة عام 1995، لتصبح أول وحدة مفاعل نووي في أوكرانيا المستقلة.
وأشعلت الحرب الأوكرانية الروسية، المخاوف حول العالم من كارثة نووية، على غرار مأساة مفاعل تشيرنوبل التي تعد أسوأ حادث نووي في التاريخ، شهده العالم عام 1986، بعدما انفجر مفاعل نووي في المحطة، ما أرسل سحابة مشعة عبر أوروبا. وتمت تغطية المفاعل التالف فيما بعد بغطاء واقٍ، لمنع التسربات، فيما لا تزال منطقة المحطة محظورة، وما زالت خسائر البشرية موضع جدل.