حرية البشر!
اختلاف البشر سنة كونية وحكمة بليغة يقول الله تعالى بشأنها "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ".. التعارف بين البشر والتقارب والتعاون فيما بينهم بما يخدم الإنسان الذي كرمه الله على سائر المخلوقات على هذا الكوكب غاية مرجوة في رحلة البشرية لعمارة الكون وعبادة رب الأرباب، وهو تقارب وتعاون لا يمنعه اختلاف العرق أو اللون أو اللغة حتى الرأي والمعتقد؛ "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ".
الله تعالى وهب البشر الحرية، وجعلها منهاجًا يسلكونه حتى في اختيار معتقداتهم ودينهم ولو شاء سبحانه لألزمهم بالطاعة قسرًا ورهبًا لكنه أراد قلوبًا تعبد بيقين واطمئنان، وعقولًا تأوي إليه رغبًا وطوعًا بقناعة ورضا يقول الله تعالى: "فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ".