رئيس التحرير
عصام كامل

سر إصرار التيارات المتطرفة على تحريم الموسيقى وقصرها على الأناشيد الدينية

الموسيقى
الموسيقى

يصر أنصار التيارات الدينية على تحريم الغناء والموسيقى أو قصرهما في أكثر التيارات الدينية رشادا والذين يحسبون انفسهم على الإصلاح والحياة والعصرنة على الاناشيد الدينية أو تلك التي لاتتخطى حدود التغني بالفضائل. 

فساد المزاج 

يقول أسامة يماني، الكاتب والباحث أن هناك قول مشهور للقطب الإسلامي الشهير أبو حامد الغزالي: «من لم يحرّكه الربيعُ وأزهاره، والعودُ وأوتاره، فهو فاسدُ المزاج ليس له علاج».

يضيف يماني: أنصار هذه التيارات حاربوا الموسيقى والغناء، وقصروا السماح بها على الأناشيد الدينية والحماسية. واتبعوا في ذلك أقوال المتأخرين ونسبوا بعضها إلى الصحابة وخلطوا على الناس أمرهم وأفتوا بحرمة الغناء بعد أن أخرجوا النصوص القرآنية مِن سياقها لتخدم رأيهم الذي يخالف ما كان عليه السلف الأول من عمل. 

أضاف: للأسف الشديد ما زالت هذه الأقوال الشاذة تعيش بين الجيل الذي تغذى وشرب من نهل اهل التطرف، مردفا: لقد عرف العرب الموسيقى والغناء والآلات الموسيقية من قديم الزمان، وذلك ثابت من الصور الجدارية القديمة والمنحوتة منذ آلاف السنين قبل ظهور الإسلام.

 دليل رقي وحضارة

أوضح يماني ان الموسيقى والفنون بألوانها دليل رقي وحضارة وتتطور فقط في المجتمعات التي تجاوزت حاجاتها الأساسية، وبلغت مرحلة معينة من الرخاء والاستقرار كما قال ابن خلدون. 

استكمل: في العصر الذي سبق الإسلام عرف العرب الغناء الحربي، فأنشد المحاربون لحنًا مشتركًا رافقته زغاريد النساء، وقرعت معه الطبول والدفوف إضافة إلى التهليلات الدينية أثناء الطواف والرقص حول الكعبة، وأثناء تقديم الأضاحي للآلهة».

تابع: في العصر النبوي كان للغناء نصيب في الحياة اليومية؛ فغنت الجواري في بيوت المهاجرين والأنصار. كانت «سيرين، أخت ماريا القبطية، أكثر المغنيات شهرة في تلك الفترة، وتتلمذت على يدها عزة والميلاء وجميلة وغيرهن. 

 

الهضة الموسيقية في العهد العباسي 

أضاف أسامة يماني: النهضة الموسيقية بدأت مع انتقال مركز الخلافة الإسلامية لدمشق». ففي قصور الأمويين تلاقت الموسيقى العربية والفارسية والإغريقية، وتلاقحت فنون الغناء المختلفة تحت رعاية مباشرة من الخلفاء، باستثناء يزيد الأول وعبدالملك وعمر الثاني. 

 

وأوضح الباحث أن تباشير تلك النهضة ظهرت في كتابات يونس الكاتب، الذي كان أول من درس الموسيقى والألحان علميًا وهو ما عبر عنه قول الجاحظ: «الموسيقى كانت بنظر الفرس أدبًا وبنظر الروم فلسفة، أما بنظر العرب فأصبحت علمًا».

 

واختتم: تحريم الغناء والموسيقى اجتهاد إنساني ليس له دليل صريح من القرآن، وتحريم هذا الفن والمتعة يخالف الفطرة البشرية والطبيعة التي خلقها الخالق المفعمة بالموسيقى. لكن أهل الغفوة أرادوا أجبار الناس على رأيهم الذي فرضوه على المجتمع بهدف التحكم في المجتمع والسيطرة وإبعاد الأنسنة عن المجتمع والإنتاج والحياة الطبيعية وتحويل الشباب للقتال والزج بهم في الفتن على حد قوله. 

الجريدة الرسمية