رغم الفتاوى الرافضة.. سر إقبال العناصر التكفيرية على الانتحار
الانتحار واحد من الظواهر الملفتة في دراسة التيارات الإرهابية، إذ يتضح رصد إقبال العناصر التكفيرية والخطرة على إنهاء حياتهم، وتتزايد هذه الظاهرة عند قرب رصدهم أمنيا، بما يطرح العديد من التساؤلات حول أسباب ذلك وإن كان بدافع شخصي أم وفق خطط مرسومة من التنظيمات التي توظفهم لصالح أهدافها.
عقيدة عند التنظيمات الإرهابية
يقول محمد مفتي الكاتب والباحث أن أغلب العناصر المتطرفة المطلوبة أمنيًا يسارعون في الانتحار بدلًا من تسليم أنفسهم، كون مثل هذه المجموعات تتبع العديد من التنظيمات الإرهابية، لذلك فهم لا يتصرفون أو يتحركون من تلقاء أنفسهم، ولا يدفعهم للانتحار دافع شخصي أو ذاتي، وإنما يتحركون وفق خطط رسمتها جماعات إرهابية دولية تمولها وتدعمها وتتابعها وتشرف على أنشطتها عن كثب.
أضاف: هذه المجموعات المتفرقة جزء من خلايا يضمها الكيان الإرهابي الرئيسي، وهم يطبقون قواعد صارمة حتى يستحيل على الجهات الأمنية تعقبهم أو ملاحقتهم والقبض عليهم، مردفا: الجماعات التكفيرية تحرص دائمًا على بقاء أفرادها على قيد الحياة لذلك تهتم بالكثير من الأمور لتتمكن من النجاة والاستمرار وعدم الوقوع في قبضة الأجهزة الأمنية.
اوضح الباحث ان التيارات التكفيرية تطلق على كل عضو في الجماعة الإرهابية اسمًا مستعارًا، فالأعضاء لا يعرفون أسماء زملائهم في الخلية، حتى إن وقع أحدهم في قبضة الجهات الأمنية لا يتمكن من الوشاية بزملائه، وكل عضو من الأعضاء لا يعرف شيئًا عن كامل المهمة الإرهابية التي يتعين عليه إتمامها، فهو يعرف دوره هو فقط وما يتعين عليه فعله في الوقت المحدد.
أضاف: يظل جميع أفراد الخلية الإرهابية في حالة جهل تمام بما يؤديه زملاؤهم، ومن خلال هذا التكتم والسرية تتمكن تلك الجماعات الإرهابية من الاستمرار لبعض الوقت داخل بعض الدول حول العالم.
ليس جرما بالأدلة
استكمل الباحث: ويلاحظ أن التنظيمات الإرهابية على اختلاف دوافعها ترسخ في عقول أعضائها ضرورة تفجير أنفسهم حال تعرضهم للاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية، وذلك من خلال عمليات السيطرة الذهنية التي توحي لأعضاء التنظيم بأن قتل أنفسهم ليس خطأً ولا جرمًا بل هو أمر يستحقون الإثابة عليه.
أوضح الباحث ان المخططون لايبالون كثيرًا بمصير هؤلاء المغرر بهم، فكل ما يهمهم هو ألا تتمكن الأجهزة الأمنية من ملاحقتهم واستجوابهم، وكشف الخطط المستقبلية التي ينوون تنفيذها، ومن ثم إحباط خططهم وتفكيك التنظيم بأكمله.
اختتم: من المؤسف أن أغلب من يتم توظيفهم وانضمامهم لمثل هذه التنظيمات هم من الشباب وصغار السن، ويعزو السبب في ذلك إلى أن مثل هذه الفئات لا تتوفر لديها الخبرة الكافية ولا النضج الذهني لاكتشاف حقيقة هذه التنظيمات، لذلك هم الفئة الأقرب للاقتناع بمثل هذه الأفكار المتطرفة، على حد قوله.