مالي أرض الإرهاب.. وأفريقيا مركز إنعاش داعش والقاعدة
تعرض الجيش المالي والقوات التابعة للأمم المتحدة هناك لهجمات متعددة خلال الفترة الأخيرة، والتي أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا، وأثار إنزعاج الأمم المتحدة من تكرار مثل هذه الهجمات.
الجيش المالي
وكانت أخر هذه الهجمات، والتي أعلن عنها الجيش المالي، بعد التصدي لهجوما شنته جماعة تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي في منطقة ميناكا شمالي البلاد.
وأكد الجيش المالي في بيان صادر عنه أنه بمساندة القوات الجوية، تمكن من التصدي لهجوم نفذته جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، عند مخرج ميناكا على الطريق المؤدي إلى كيدال.
واستهدف هجوم الجماعة الإرهابية نقطة عسكرية للجيش، وانتهى بمقتل عدد من الإرهابيين واثنين من الجنود، في إطار سلسلة هجمات متتابعة الأسابيع الأخيرة على القوات الحكومية.
داعش والقاعدة
وكشف مسؤولين بمالي، أن الفراغ الأمني تسبب في انتشار تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابي في إقليم أزواد بشمالي مالي، وسيطرته على ممرات التهريب بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو وليبيا المجاورة.
وأضاف المسؤولين في تصريحاتهم، أن تنظيم داعش الإرهابي يكثف وجوده في ميناكا باستقدام إرهابيين من مناطق نفوذه في نيجيريا، عبر ممرات التهريب.
ويشترك التنظيمان في هدف واحد وهو بسط السيطرة والنفوذ في مالي، ولكن تنظيم داعش الإرهابي يركز على استهداف السكان المحليين، بينما تركز جماعة نصرة الإسلام والمسلمين على القوات الحكومية و"فاجنر" الروسية
وذكرت شبكة سكاي نيوز الإخبارية، أن جماعة النصرة تستهدف بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام، وزادت عملياتها بعد انسحاب القوات الفرنسية، حيث نفذت حتى الوقت الراهن ما يقارب ال50 هجوما على البعثة؛ ما أودى بحياة 20 شخصا من قواتها، بحسب ما نشره مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها ACLED.
ومن جانبه قال العضو المؤسس في "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" شمالي مالي، بكاي أغ حمد، " أن داعش يستهدف البلدات والسكان ويقتل المدنيين ويجبرهم على الهجرة، أما "نصرة الإسلام والمسلمين" فلا تقتلهم، وإن كانت تجبر من يرفض التعاون معها على الهجرة".
انتشار الإرهاب في إفريقيا
وأوضح بكاي أن السبب في ذلك هو أن تكوين داعش يعتمد كثيرا على المقاتلين الأجانب، في حين أن تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين" يوجد به الكثير من المحليين، ويهتمون بالدعم المحلي لهم.
وليست مالي فقط هي من تعاني من انتشار تنظيم القاعدة وداعش، فهناك العديد من الدول الإفريقية التي تعيش نفس المأساة.
واستغل تنظيم داعش والقاعدة غياب الأمن في الدول الإفريقية، وذلك نظرا لحالة الصراع المستمر التي تشهده هذه الدول منذ سنين طويلة، لبسط نفوذها في هذه المناطق.
ووفقا لتقرير نشره مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية، ومقره واشنطن، في يوليو، تصاعد عنف الجماعات الإرهابية في الساحل، خصوصا بوركينا فاسو ومالي والنيجر، بشكل أسرع من أي منطقة أخرى في إفريقيا، بزيادة قدرها 140% منذ عام 2020.
وفي الصومال نرى الهجمات المتكررة لحركة الشباب، والتي تعد أحد أفرع تنظيم القاعدة، على الجيش الصومالي والقوات الحكومية هناك.
وكان آخر تلك الهجمات، وهو ما نفذته حركة الشباب على فندق الحياة بوسط العاصمة مقديشو، والذي تسبب في سقوط العديد من الضحايا والتي تجاوزت الـ 20 قتيلا.