الشيخ متولى الشعراوى يشرح معنى حب الله للمقسطين
في سلسلة حوارات تليفزيونية تحدث فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى عن الطريق إلى كسب حب الله وما هم الذين يحبهم الله تفسيرا للحديث القدسى (عن أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تبارك وتعالى إذا نادى جبريل: إن الله قد أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل ثم ينادى جبريل في السماء:ان الله قد أحب فلان فأحبوه فيحبه أهل السماء ويوضح له القبول في أهل الأرض )
يقول الشعراوى: من الفئات التي يحبها الله المتوكلين والتوابين والمحسنين والصابرين والمتقين ونتحدث اليوم عن المقسطين.
حكم العدل
ان الله يحب الذين يزيلون الجور، ومادام الحكم بالعدل يأتي ليزيل الجور فكأنه كان من قبل جورا مقننا نإذن: فالقسط اى أزال جورا مقننا وأعاد توازن الميزان ليعود الانسجام بين الإنسان والكون.
وعندما نقرأ قوله تعالى في سورة الرحمن ( والشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان، والسماء رفعها ووضع الميزان، ألا تطغوا في الميزان ) فأمامكم الموازين العليا في الكون ولا تستطيعون إفسادها لانها تسير بنظام لا دخل لكم به، لذلك عليكم أن تتعلموا منها وأن تدبروا أمور حياتكم بميزان حتى تستقيم أموركم الاختيارية ( واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ).
ويقول تعالى في سورة المائدة: " واذا حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين ) أي أن الله يحب الذين اذا رأوا ظلما أزالوه وأحلوا محله العدل، والحق سبحانه يقول في سورة النساء ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به، أن الله كان سميعا بصيرا )..فكل انسان مطالبا بالعدل.
المثال والقدوة
وسيدنا على ابن أبى طالب ـ رضوان الله عليه ـ يرى غلامين يتحاكمان الى ابنه الحسن ليحكم بينهما أي الخطين أجمل من الآخر؟ وهذه قد ينظر الناس اليها على انها مسألة تافهة، لكنها مادامت شغلت الطفلين فلابد ان يكون الحكم بالعدل، فقال الامام على لإبنه الحسن:يابنى انظر كيف تقضى، فإن هذا حكم، والله سائلك عنه يوم القيامة.
دقة العدل
وهذا يعطينا صورة في دقة العدل حتى ولو كان الأمر صغيرا ، ومن هنا فلابد أن نأخذه على انه مطلب تكليفى من الله للمسلمين حتى يشيع في كل الناس، ولا يخص المؤمنين وحدهم يتعاملون به فيما بينهم ، وإنما يشمل أيضا ما بين المؤمنين والكافرين بعضهم مع بعض إن ارتضوا حكم رسول الله.
