رئيس التحرير
عصام كامل

ما هي معايير الأمة الوسط في الإسلام؟.. الشيخ الشعراوي يوضحها

الشيخ محمد متولى
الشيخ محمد متولى الشعراوى

كشف الشيخ محمد متولي الشعراوي معايير الأمة الوسط في الإسلام.

ويقول الحديث القدسى " عن أبى سعيد رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:يجئ النبى ومعه الرجلان، ويجئ النبى ومعه الثلاثة وأكثر من ذلك وأقل، فيقال له:هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم، فيدعى قومه، فيقال: هل بلغكم ؟ فيقولون: لا، فيقال: من شهد لك ؟ فيقول: محمد وأمته، فتدعى أمة محمد فيقال:هل بلغ هذا ؟فيقولون: نعم، فيقول: وما علمكم بهذا ؟ فيقولون: أخبرنا نبينا بذلك أن الرسل قد بلغوا فصدقناه، قال: فذلكم قوله تعالى في سورة البقرة ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيدا ).

ويقول الشيخ محمد متولى الشعراوى فى تفسيره للحديث القدسى وشرحه لمعنى الامة الوسط:
 

الامة التي تتبع منهج الإسلام ـ وهو منهج الاعتدال ـ هي الامة المهتدية التي تسير الى العمل الصالح الصحيح ن وتعمل به وتطبقه، لأنه المنهج الذى ينسخ ما قبله ويصححه.
والرسول صلى الله عليه وسلم هو المهيمن على كل ما سبقه من الرسل، وحياته وما جاء فيها من سلوك هو سنة إيمانية تهدى المؤمنين الى الطريق المستقيم.

اليقين الإيمانى 

والحق سبحانه وتعالى يريدنا أن ننتبه الى نعمته في أنه جعلنا أمة وسطا، فكل ما يشرعه الله يدخل في باب النعم على المؤمنين، واذا كان الاتجاه الى الكعبة هو اختبار لليقين الإيمانى في نفوس المسلمين، فإنه سبحانه جعلنا أمة وسطا نعمة منه سبحانه.

الوسط فى العقيدة 

وما دمنا وسطا فلابد ان هناك أطرافا حتى يتحدد الوسط، ولكن ما معنى أمة وسطا ؟..وسط في الايمان والعقيدة، فهناك من أنكروا وجود الإله الحق ن وهناك من أسرفوا فعددوا الآلهة، هذا الطرف مخطئ وهذا الطرف مخطئ، أما نحن المسلمين فقلنا: لا اله إلا الله وحده لاشريك له واحد أحد.
وهذه بديهية من بديهيات هذا الكون، لان الله تبارك وتعالى خلق الكون، وخلق كل ما فيه، وقال سبحانه إنه خلق ن ولم يأت ولن يأتي من يدعى الخلق.

اذن الدعوى خالصة لله تعالى، ولو كان في هذا الكون آلهة متعددة لادعى كل واحد منهم الخلق ولذلك فإن الله جل جلاله يقول ( وما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله، إذا لذهب كا إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض 


اى: لتنازع الخلق لاضطرب الكون،  فالاسلام دين وسط بين الإلحاد وتعدد الالهة، على ان هناك أناسا يسرفون في المادية، ويهملون القيم الروحية ن وأناسا يهملون المادة ويؤمنون بالقيم الروحية وحدها ،

واقع الحياة أن الماديين يفتنون الروحانيين، لأن عندهم المال والقوة، والإسلام جاء وسطا فيه المادة والروح ن وإياك أن تقول الروح أحسن من المادة، او المادة أحسن من الروح، فالمادة وحدها، والروح وحدها مسخرة وعابدة ومسبحة لله تعالى، لكن حين تختلط المادة بالروح فإنه توجد النفس، والنفس هي التي لها اختيار ززتطيع أو تعطى، تعبد أو تكفر، والعياذ بالله.
الله سبحانه يريد من المؤمنين أن يعيشوا مادية الحياة بقيم السماء..وهذه وسطية الإسلام. 
 

الجريدة الرسمية