الشيخ الشعراوي يشرح معنى "أكل المال بالباطل"
نهى الله عز وجل عن أكل أموال الناس بالباطل، وجاء القرآن صريحا بهذا النهي في قوله تعالى “يأيها الذين أمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل”.
وعن أكل المال بالباطل يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسير معنى “أكل أموال الناس بالباطل” قد يظن إنسان أن العمل هو الذي يرزقه المال ولكن ان الله هو الذى يرزق بسبب هذا العمل فاذا انتقل الى عمل باطل حرمه الله من الرزق الحلال والعكس اذا انتقل الإنسان من عمل باطل إلى عمل حلال فلن يضن الله عليه بعمل حق فيه كل الخير له.
ويكمل فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى ليشرح معنى قوله تعالى اكل المال بالباطل فيقول: إن الذين يشتغلون بعمل لا يقره الله فهم يأكلون أموالهم بالباطل ويدخلون في بطون أولادهم الأبرياء مالا باطلا فاسدان وعلى الذين يأكلون من مثل هذه الأشياء ان ينتبهوا جيدا إلى أن الذي يعولهم إنما أدخل عليهم أشياء من هذا الباطل وهذا الحرام.
كما أن عليهم أن يذكروا ربهم وان يقولوا: لا لن نأكل من هذا المصدر لأنه مصدر حرام وباطل.
ونحن قد خلقنا الله وهو سبحانه متكفل برزقنا، وانا اسمع كثيرا ممن يقولون أن هذه الاعمال الباطلة أصبحت مسائل حياة، وانه ترتبت الحياة عليها ولم نعد نستطع الاستغناء عنها، وأقول لهم: لا أن عليكم أن ترتبوا حياتكم من جديد على عمل حلال، واذا أصر واحدا على أن يعمل عملا غير حلال ليعول من هو تحته، فعلى المعال ان يقف منه موقفا ليرده حتى يصر على الا يأكل من باطل.
عمل الإنسان
وتصوروا ماذا يحدث عندما يرفض ابن أن يأكل من عمل امه التي ترقص أو تغني، أو عمل والده اذا علم انه يعمل بالباطل المسألة ستكون قاسية على الأب والأم نفسيهما، أن الذين يقولون أن هذا رزقنا ولا رزق لنا سواه ـ أقول لهم ان الله سبحانه وتعالى يرزق من يشاء بغير حساب، وليس عمل الانسان هو الذي يرزقه انما رزقه من عند الله.
يضرب الله مثلا
وقد عالج الحق سبحانه وتعالى هذه القضية حينما أراد أن يحرم بيت الله في مكة على المشركين، لقد كان هناك أناس يعيشون على ما يأتي به المشركون في موسم الحج، وكان أهل مكة يبيعون في هذا الموسم الاقتصادى كل شيء للمشركين الذين يأتون للبيت، وحين يحرم الله على المشرك أن يذهب إلى بيت الله الحرام فماذا يكون موقف هؤلاء؟
أن اول ما يخطر على البال هو الظن القائل ( من اين يعيشون؟ ولنتأمل القضية التي يؤيد الله ان ترسخ في نفس كل مؤمن، قال الحق سبحانه في سورة التوبة ( انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ) ثم يأتي للقضية التي تشغل بال الناس فيقول ( وإن خفتم غيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء).
مصدر الرزق
وهكذا نرى هذه القضية لم تخف على الله فلا يقولن أحدا ان العمل الباطل الحرام هو مصدر رزقى ولن استطيع العيش لو تركته، نقول له لا تجعل هذا مصدرا لرزقك والله يقول لك وإن خفتم غيلة فسوف يغنيكم الله من فضله، وانت عندما تتقى الله فهو سبحانه يجعل لك مخرجا ومن يتقى الله يرزقه من حيث لا يحتسب، وعليك ان تترك كل عمل فيه معصية لله وانظر الى يد الله الممدودة لك بالخير، اذن فقول الله ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل تنبيه للناس ألا يدخلوا في بطونهم وبطون من يعولون إلا مالا من حق.