ما الحكمة من صيام عاشوراء؟.. الشيخ الشعراوي يجيب
يوم عاشوراء.. ينتظره ملايين المسلمين حول العالم من كل عام لصيامه احتسابا لوجه الله عز وجل، إذ يعتبر من أفضل الأيام التي تغفر فيها الذنوب وفرصة للتوبة وبدء صفحة جديدة مع الله سبحانه وتعالى، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)، ويمارس المسلمون خلال هذا اليوم طقوسا خاصة للعبادة والتوسل إلى الله، وأيضا بإعداد الطعام وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين كنوع من الاحتفال، فهل دعا الإسلام الى ذلك أم هي بدعة؟
ويجيب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول:
صوم يوم عاشوراء سنة لما ورد في الصحيحين عن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن هذا يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء صامه، ومن شاء فليفطر، قال أهل العلم: ومراتب صيام عاشوراء ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وأقل ما تحصل به السنة صيام العاشر وحده.
نجاة بنى إسرائيل
في الحديث الشريف عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ماهذا ؟ قالوا: هذا يوم صالح، يوم نجى الله بنى إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى عليه السلام، قال رسول الله: فأنا أحق بموسى منكم، وصامه وأمر بصيامه..رواه البخارى.
وفى رواية أخرى كان هل خيبر "وهم اليهود “ يتخذونه عيدا لهم، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارته قال النبى صلى الله عليه وسلم: ”فصوموه أنتم” رواه البخارى.
و يظهر من هذا أن الباعث على الأمر بصومه قصد منها محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه؛ لأن يوم العيد لا يصام.
رأى مسلم والشافعى
وروى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فإذا كان العام المقبل أم شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم " رواه مسلم .
وقال الشافعى: يستحب صوم التاسع والعاشر جميعا، لأن النبى صلى الله عليه وسلم صام العاشر، ونوى صيام التاسع.
وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب: أدناها أن يصام وحده، وفوقه أن يصام التاسع معه، وكلما كثر الصيام في محرم كان أفضل وأطيب.
جزاء الصيام
ومن شاء شاء فليفطر. قال أهل العلم: ومراتب صيام عاشوراء ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وأقل ما تحصل به السنة صيام العاشر وحده.
وأما جزاء صيامه فهو يكفر السنة الماضية، كما جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم: سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفر السنة الماضية.