كيف تهدد هجمات القرم مكانة بوتين السياسية؟
ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، أن أوكرانيا تطبق استراتيجية جديدة لاستنزاف قدرات القوات الروسية من خلال مهاجمة أهداف عسكرية رئيسية في عمق الأراضي التي تحتلها موسكو.
وهزت انفجارات عنيفة شبه جزيرة القرم يوم الثلاثاء، قالت موسكو إنها ناتجة عن عمل تخريبي دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، في حديث للصحيفة الأمريكية، إن افتقار القوات التقليدية الأوكرانية إلى الأسلحة والذخيرة اللازمة لشن هجوم بري واسع النطاق لاستعادة الأراضي المحتلة من الروس دفعها إلى تبني الاستراتجية الجديدة.
وأوضح أن الهدف من مهاجمة المنشآت العسكرية الحساسة داخل روسيا هو ”تدمير مخزوناتها ومستودعاتها ومقرها القيادي“، على حد وصفه.
واعتبرت ”واشنطن بوست“ في تحليل بعنوان ”تحد جديد للزعيم الروسي“نشرته اليوم، أن بعض الانفجارات المذهلة في شبه جزيرة القرم لفتت الانتباه إلى الاستراتيجية الناشئة ودور القوات الخاصة الأوكرانية في تنفيذها.
وقالت الصحيفة إن ”شبه جزيرة القرم تُعد طريق الإمداد الرئيسي لروسيا بالأسلحة والذخيرة التي تصل إلى الخطوط الأمامية عبر منطقة جنوب أوكرانيا التي احتلتها القوات الروسية في الأيام الأولى من الغزو. وتستخدم أيضًا كقاعدة للطائرات الحربية التي تشن هجمات صاروخية على البلدات والمدن الأوكرانية، مما يجعلها هدفًا عسكريًا مشروعًا“.
واعتبرت الصحيفة أن الانفجارات تشكل تحديا جديدا للرئيس فلاديمير بوتين، بعدما جعل من استيلاء روسيا على شبه الجزيرة محور حكمه على مدار 22 عامًا.
وقالت الصحيفة إن سلسلة الهجمات في شبه جزيرة القرم تثير التساؤلات حول الأمن هناك، كونها المفتاح الأمني للجهود العسكرية الروسية، وأنها تهدد مكانة بوتين السياسية في الداخل.
وأضافت: ”لم يثر أي إجراء واحد اتخذه بوتين في حكمه على مدار 22 عامًا قدرًا كبيرًا من النشوة المؤيدة للكرملين بين الروس مثل ضمه شبه الدموي لشبه جزيرة القرم، وهو الإجراء الذي عزز صورته كزعيم يعيد إحياء روسيا كقوة عظمى“.
وتابعت: ”وفي الفترة التي سبقت الغزو، كانت شبه جزيرة القرم المنطقة التي استشهد بها بوتين مرارا وتكرارا باعتبارها موقعا لما أسماه تهديدا أمنيا وجوديا تمثله أوكرانيا، محذرًا من أن محاولات أوكرانيا المدعومة من الغرب لاستعادة السيطرة على المنطقة قد تؤدي إلى حرب مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)“.
واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول: ”السؤال الآن هو كيف ترد روسيا على الهجمات. وفي أبريل، حذرت موسكو من أنها سترد على الضربات الأوكرانية المستقبلية على الأراضي الروسية من خلال استهداف مراكز صنع القرار في العاصمة كييف“.