في فهم التعديل الوزاري (3).. طارق شوقي!
لا يمكن - للقارئ العزيز - استيعاب السطور التالية من دون مطالعة المقالين السابقين.. ولذلك ينتظر الكثيرون الحديث عن تغيير الدكتور طارق شوقي والذي للأمانة - وبصرف النظر عن موقفك منه - بذل جهدًا خرافيًّا لإنجاح مشروع الدولة المصرية للتعليم والذي كلف به من الرئيس السيسي وأؤتمن عليه.. وهو الوزير الوحيد - وكتبنا وقلنا ذلك عشرات المرات - الذي تربص به إعلام الشر بكل أدواته وأشهرها اللجان الإلكترونية التي استهلكت الرجل وجرته إلى ساحتها ووقع في فخاخها مرات عدَّة.. إلى حد الخديعة.. فمثلًا كانت الأمور تحتاج في لحظات محددة إلى وقف الدراسة.. فتتبنى هذه اللجان فكرة أن الوزير على وشك وقف الدراسة.. فيسارع الوزير لنفي ذلك.. ويكون قد اتخذ القرار الخطأ عنادًا مع إعلام الشر.. وهكذا!
تمنينا على الدكتور طارق شوقي أن يؤسس لإدارة إعلام تتبنى هي الرد والشرح والتفنيد.. لكنه أصر أن يفعل ذلك بنفسه.. ربما من حماسه لمهمته ولإخلاصه لما يفعل لكن أوقعه ذلك في مشكلات عدَّة.. وكانت الحكومة في الأخير تدعم وتساند الرجل.. وهذا واجبها وهذا حقه عليها حتى بات إقناع الناس بما يقوم به الوزير صعبًا إن لم يكن مستحيلًا.. وتغيير نظام وحالة وثقافة التعليم في مصر بلا جماهير ودعم الناس مستحيل أيضًا.. ولما كان من رابع المستحيلات تغيير الشعب لذا كان منطقيًّا تغيير الوزير!!
التعليم دمر عمدًا طوال أربعين عامًا قبل طارق شوقي.. لا تربية ولا مناهج ولا مدارس ولا معلم (تدريب وتأهيل) ولا وسائل تعليمية ولا موسيقى ولا رياضة ولا معامل ولا تحية علم ولا حضور وانصراف ولا جدية في التعليم ولا جدية في التحصيل! لذا وفي وسط هذه المأساة حاول طارق شوقي تغيير الواقع.. ربما أراد القفز على أشياء كثيرة لكنه كان مخلصًا وحالمًا! ولكن ليس هذا كافيًا لإرضاء الناس ولا لإنجاز المهام الكبرى!
لو ربع من دافعوا عن الدكتور طارق شوقي بعد تركه للمسؤولية تصدوا في حينه لإعلام الشر لربما تغيرت أشياء كثيرة.
وربما كان للحديث بقية..