رئيس التحرير
عصام كامل

350 مريضا يوميا في ذمة معهد أورام المنيا.. وتوسعات إنشائية جديدة تسهم في تقديم خدمة أفضل

أرشيفية
أرشيفية

كانت تقرأ ما تيسر لها من آيات القرآن الكريم، يجاورها عكاز خشبى تتوكأ عليه جالسة بإحدى جانبى الطريق المؤدى إلى معهد أورام المنيا، ارتسم الحزن على وجهها، يبدو عليها أنها تنتظر أحدا ما يأتى لها، قادنى الفضول نحوها، فى محاولة مني لمعرفة ما حل بتلك السيدة الستينية، مريضة السرطان.
«منتظرة ابنى جاى يخدنى راح يجيب العربية الأجرة علشان نروح بلدنا».. كان هذا ردًا من «ص. ع»، صاحبة 62 عامًا، على سؤالى حينما عرضت عليها تقديم المساعدة لها، لتؤكد ما توقعته بأنها مريضة سرطان وبدأت تروى معاناتها حتى قدوم نجلها الشاب العشرينى.


رحلة معاناة مع السرطان

تقول «ص. ع»، تلك السيدة التى رفضت ذكر اسمها، تروى لنا رحلتها مع السرطان قائلة: منذ عام 2015 أكرمنى الله تعالى وأنعم علي بمرض السرطان فى الثدى، الأمر الذى أجبرنى على بتر الثدى، وبدأت أتعايش مع المرض ولكن الإرهاق البدنى والسفر والانتظار كان فى غاية الصعوبة لا يتحمله بشر.

تضيف: بعد رحلة استمرت أكثر من 3 سنوات من التعب والمصاريف والمشقة والألم أكرمنى الله عز وجل بالشفاء، وبعد عامين من رحلة العلاج طاردنى السرطان مرة أخرى، ولكن أشد من الإصابة الأولى، فتوجهت إلى معهد أورام المنيا وهنا بدأت المعاناة، قائمة انتظار طويلة، أعداد غفيرة جرى تحويلها إلى المعهد، تلك الأعداد تتسبب فى ضعف تقديم الخدمة كاملة لك، ناهيك عن انتظار طويل فى مواعيد جلسات الكيماوى.

تختتم سرد معاناتها: انتظرنا ساعات طويلة حتى نحصل على الجلسة بسبب زيادة عدد المرضى المترددين على مركز الأورام فكلما ارتفعت حالات الإصابة قلت الخدمة المقدمة للمريض، ناهيك عن رحلة العذاب فى البحث عن فصيلة الدم، التى تكبدنا الكثير بالتزامن مع ضيق الحال الذى نعيش فيه فى تلك الأيام، فقد تحمَّل نجلي التكاليف المادية العالية طيلة تلك الفترة، ولا بد من تقليص أعداد المرضى وتحويلها إلى مراكز ومعاهد أخرى، فالمنيا تستقبل العديد من الحالات خارج المحافظة.


توسعات إنشائية بمركز أورام المنيا

ويشهد «معهد أورام المنيا» توسعات إنشائية ستسهم فى تقديم خدمة أفضل للمرضى، منها ما تم الانتهاء منه، وهناك ما يجرى العمل فيه، وعلى الرغم من معاناة المرضى فى عدة أوجه، إلا أن مركز أورام المنيا يعد من ضمن أفضل مراكز أورام على مستوى مصر لذلك الضغط عليه متزايد وتحويل الحالات إليه لا يتوقف من خارج المحافظة.

الدكتور «ياسر محمد»، المدير العام لمركز أورام المنيا، قال فى تصريحات خاصة: إنه نظرًا لزيادة الضغط على مركز الأورام فإنه بحاجة إلى تكثيف الدعم المادى والمعنوى، ولك أن تتخيل أن المركز يستقبل أكثر من 350 حالة يوميًا، هنا وجب عليَّ التقديم بفكرة التوسع فى مركز أورام المنيا.

يضيف: بالفعل تمت الموافقة على إنشاء مبنى جديد لمركز أورام المنيا إذ يتم تجهيزه على 3 مراحل لتقديم خدمة مميزة، والمرحلة الأولى تم الانتهاء منها بنسبة 100٪ والبدء فى المرحلة الثانية، والتى وصلت نسبة العمل بها لكثر من 45٪ لتبدأ المرحلة الثالثة.

حسب المدير العام للمركز التطوير والتوسعات داخل المعهد ستعود على المريض بإيجابية وارتياحية أكثر فى تلقى الخدمة والحد من كثافة المترددين، حيث يشهد المركز الجديد لمعهد الأورام إعداد حجرات للمرضى وغرفة للعناية المركزة، بالإضافة إلى غرفة العناية المركزة الموجودة بداخل المركز.


هجرة أطباء المنيا للخارج

وعن هجرة أطباء المنيا للخارج، يقول الدكتور علاء طلعت، ابن محافظة المنيا واستشارى جراحة أورام الثدى والتجميل بإنجلترا، والذى عمل هناك طيلة 20 عاما: لاحظت شيئًا يدعو إلى الدهشة أن مجموعة كبيرة جدًا من أطباء جامعة المنيا موجودون فى إنجلترا، خاصة أطباء تخصص التخدير والأطفال والطوارئ بما يشعرك أن الأقسام فى المنيا بأكملها هاجرت إلى إنجلترا، وهذا فى حد ذاته مشكلة.

وأوضح أن أهم الأسباب وراء سفر المصريين الأطباء إلى أوروبا متمثلة فى 4 نقاط:
- وجود نظام عادل ومحدد للتدريب فى أوروبا، وخاصة إنجلترا، وهو الوسيلة الوحيدة للترقي على عكس مصر التى تعتمد على الأبحاث وما شابه ذلك.

- المادة ليست سببًا أساسيًّا للهجرة إلى الدول الأوروبية على عكس الدول العربية، لكن جودة حياة أفضل فى الدول الأوروبية هو سبب للهجرة.

- بالرغم من وجود إمكانات فى مصر فى الوقت الحالى لكن عدم وجود نظام متواصل مع الجامعات فى الدول الأوروبية يبعث للطبيب الاكتئاب عن عدم جدوى الحصول على الزمالة المصرية.

- عدم الاعتراف بالماجستير أو الدكتوراه المصرية فى أي دولة غير مصر، لذلك أناشد بالتعاون مع الجامعات الأوروبية للإشراف المشترك على نظام التدريب.

واختتم: لك أن تتخيل دفعة كاملة يتم تعيين منها 10 أو 20 طالبًا فقط بالجامعة والمتبقى من الدفعة ما بين التكليف فى مستشفيات وزارة الصحة لذلك يضطر معظمهم ولا سيما ممن لديه قدرة مادية جيدة للسفر إلى الخارج.

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية