في الذكرى 104 لميلاده.. كيف نعى محمد فوزي نفسه للجمهور قبل وفاته
كان محل دراسة للعديد من النقاد الذين لم يفهموا كيف استطاع بأغنية أربع دقائق أن يصبح ثالث مجدد للموسيقى العربية بعد سيد درويش ومحمد عبد الوهاب، وذلك في فترة عمرية قصيرة.
ما فعله محمد فوزي الذي عاش 48 عاما فقط لم يفعله غيره ممن عاشوا أكثر منه، خاصة بعد إدخاله أغنيات الأطفال وبعض الموسيقى الأوروبية على الألحان، والتي حققت نجاحًا كبيرًا خلال هذه الفترة وحتى الأيام الحالية، هو المطرب والملحن والممثل والمنتج محمد فوزي.
مثل هذا اليوم 15 أغسطس عام 1918، وُلد الفنان محمد فوزى بمدينة طنطا، وهو شقيق الفنانة هدى سلطان، وهو الفنان البسيط القريب إلى الروح الشعبية السهلة، هو أول مطرب يهتم بالأطفال فقدم العديد؛ أشهرها "ماما زمانها جاية"، "طلع الفجر".
أغنية يا يوم جديد
قدم أول اغنية لعيد الميلاد في السينما المصرية في فيلم "نهاية قصة" مع زوجته مديحة يسرى، وهى بعنوان" يا يوم جديد.. في يوم سعيد.. دا عيد ميلادك أحلى عيد" ثم كانت أشهر أغانيه "شحات الغرام" مع المطربة ليلى مراد، الى جانب مجموعة أغنياته الدينية والوطنية، ومنها: “بلدى أحبيتك يا بلدي”، واعتُمد ملحنا بالإذاعة بعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952.
"الحب فى خطر"
محمد فوزى هو أول من قدم الأفلام الملونة في السينما المصرية في فيلم “الحب في خطر” الذى كتب قصته، وقام ببطولته مع صباح عام 1951 ليسبق فيلم “دليلة” لعبد الحليم حافظ بخمسة أعوام.
آخر فيلم قدمه هو "ليلى بنت الشاطئ" مع ليلى فوزى التي كان قد تزوجها بعد مديحة يسرى ليتزوج بعدها من كريمة الملقبة بـ"فاتنة المعادي"، أما آخر أغانيه التي لحنها بعنوان "صعبان عليه"، وكانت معدة لتغنيها أم كلثوم ولكن توفي قبل أن يكمل لحنها.
أنشأ فوزي أول مصنع للأسطوانات في الشرق أسماه “مصر فون” الذى افتتحه وقتئذ الدكتور عزيز صدقى وزير الصناعة، وأممته الحكومة بعد ذلك ضمن قرارات التأميم في الستينات، وكان هذا المصنع نواة لشركة “صوت القاهرة” للصوتيات والمرئيات.
حق الأداء العلنى
كان الفنان الراحل محمد فوزى أول من وضع نظام حق الأداء العلنى للقضاء على النظام الاجنبى الذى كان مسيطرا سوق الغناء حيث لم يكن للمطرب أو الملحن بعد التعاقد أي حق للمكالبة بمقابل استغلال فنه مهما طبعت الشركة المنتجة من أسطوانات، فكان من خلال مصنعه للاسطوانات أول من وضع نظاما لحق الأداء العلنى عن الأعمال المنتجة.
وبعد مشوار حافل قدم خلاله أكثر من ٤٠٠ أغنية، منها ألحان غناها كبار المطربين والمطربات، إلى جانب 26 فيلما غنائيًا، اشتد عليه المرض واحتار الأطباء في تشخيصه وانخفض وزنه إلى ٤٠ كيلو فقط، وتدخلت أم كلثوم لدى جمال عبد الناصر لعلاجه على نفقة الدولة فسافر إلى أمريكا، وأطلق الأطباء الأمريكيون اسم محمد فوزى على هذا المرض الغريب الذي مازال يعرف في الموسوعات الطبية باسمه حتى توفي عام ١٩٦٦.
وبعد سنوات من الرحيل قدم الموسيقار عمار الشريعى اقتراحا من خلال صوت العرب بأن يطلق اسم محمد فوزى على شركة "صوت القاهرة".
رسالة حزينة
قدم محمد فوزى رسالته إلى جمهوره قبل وفاته، قال فيها: “إن الموت علينا حق.. فإذا لم تمت اليوم ستموت غدا.. وأحمد الله أننى مؤمن بربى فلا أخاف الموت الذي قد يريحنى من الآلام التي أعانيها، فقد أديت واجبى نحو بلدى وكنت أتمنى أن أؤدى أكثر، لكن إرادة الله فوق كل إرادة”.