رئيس التحرير
عصام كامل

مصر الغالية

مرت مصر بفترات صعبة على مدى تاريخها من احتلال وفساد ونهب ثروات، ولكن كانت هناك مقاومة من المصريين تجاه الخونة والمحتلين من أجل تحرير الأرض وطرد المستعمرين.. ثورة يوليو ٥٢ كانت بمنزلة طوق النجاة وبداية لعصر جديد من الحرية والعدالة الإنسانية.. لقد تحمل الشعب المصرى كل أشكال المعاناة والقهر والظلم من قبل المستعمر البريطانى والحكم الملكى ولكن كان للصبر حدود.. ومنذ ثورة الضباط الأحرار ومصر تسير بخطى بطيئة وانقرضت مبادئها الواحدة تلو الأخرى ولم تنهض بالخدمات وخاصة الصحية والتعليمية، وكان لسان حال المصريين أن الثورة لها ما لها وعليها ما عليها.. والأهم القضاء على الاستعمار وأعوانه.. 

 

مرت السنون واندلعت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ وكانت بمنزلة القشة التى قصمت ظهر البعير بالفوضى الخلاقة التى تزعمها جماعة الشياطين ومارسوا أفعالهم الإجرامية من قتل وتخريب وحرق الممتلكات ونهب الثروات، وكانت مصر فى ذلك الوقت بمنزلة شبه دولة، ونجحت خطتهم الشيطانية فى اعتلاء حكم البلاد لمدة عام، ولولا ثورة يونيو لكانت البلاد فى طى النسيان.. 

 

وبعدها بدأت مصر مرحلة جديدة بعد تولى مهام البلاد الرئيس السيسى الذى نجح فى مهمته الصعبة فى وضع الدولة المصرية على الطريق الصحيح، ولم يتصور أحد أن تتحول العشوائية إلى برامج دقيقة ومحكمة، وأن يحل النور الساطع محل الظلام الدامس، وأن تدخل مصر مرحلة جديدة من تاريخها الحديث تتعانق فيها الأيادى كلها وتتوحد الإرادة التى كانت يوما ممزقة تتنازعها الأهواء والأغراض الذاتية البحتة.. 

 

 

المعركة الحقيقية التى تواجه المصريين حاليا تنحصر في الصبر وتحمل الأزمات من أجل بناء الوطن الذي خاض المعارك من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، خاصة أن بناء الأوطان ليس بالأمر السهل، ولكن يحتاج لجهد خارق ومساندة للنظام الذى يعمل من أجل البناء والتعمير، وها هى مصر الغالية فى مكانة تستحقها على المستوى الإقليمى والدولى.

الجريدة الرسمية