الله بيدعمني ويسندني
أحيانًا كنت أتعجب لماذا أوصانا السيد المسيح بأن نحيا بقلب كقلب الأطفال عندما كنت صغيرًا، وكنت أظن أنني حينما أكبر لا يمكن أن أعود طفلًا بقلبي مرة ثانية، ولكن حينما كبرت أدركت حقيقة ربما تكون صعبة بعض الشيء، ولكنها حقيقة لا يمكن أن نهرب منها، وهي أننا نكبر ليس فقط بتقدم العمر ولكن أيضًا بالتجارب التي نعيش بها ونحيا فيها.
ولكن عندما كبرت أيضًا أدركت نصيحة السيد المسيح بأن نحيا كقلب الأطفال حتى في التجارب والصعاب التي نمر بها أحيانًا، لأن الطفل عندما يكون مدركًا أن أباه معه، لا يغلبه الخوف أو يتملكه القلق، بل يكون مدركًا بأن أباه لن يتركه أو يتخلى عنه في أي لحظة حتى لو كانت كل الطرق مسدودة أو مظلمة.
فالحياة ربما تقسو علينا بعض الأوقات، وربما تتخلى عنا أيادي من نحب ونثق فيهم، ولكن تظل يد الله القدير تسندنا وتحرسنا، أو كما قال المرنم هاني روماني في ترنيمته "الله بيدعمني ويسندني": "إذا كنتم شايفني وحدي أنا مش وحدي، ده اللي معايا سيد الأكوان".
المسيح الذي علمنا أننا عندما نصلي نقول: "أبانا الذي في السموات"، هو الذي علمنا أن الله هو أبانا، والأب لا يترك أبناءه أو يتخلى عنهم حتى وأن تخلى عنهم كل البشر، فالله يسير معنا وسط التجارب والضيقات، وهو الذي يمنحنا السلام والطمأنينة حتى وإن سرنا في وادي ظل الموت كما قال داؤد النبي في المزمور.
قلب الطفل الذي بداخلك عندما يدرك تلك الحقيقة التي لا تقبل الشك، بأن الله هو الأب الذي لا يتخلى ولا يترك، بل يعضد ويسند كما سند الثلاث فتية الأبرار في أتون النار، وكما كان مع دانيال في جب الأسود ومنحه السلام، لن تقوى عليك التجارب أو تنزع سلامك منك.
Twitter: @PaulaWagih