راهنوا على إسقاط بوتين ونظامه.. سر صمود روسيا أمام التحالفات الدولية ضدها
رغم مرور أشهر ليست بالقليلة على حرب روسيا وأوكرانيا، والضغوط المتزايدة بالعقوبات للتحالفات الدولية لتركيع موسكو، لكن بوتين ورجاله لا يظهر منهم ما يفيد بالضعف والتراجع حتى الآن، بل على العكس، يتعاملون بمنتهى الهدوء والثقة، ويصدرون التوتر للجهات الآخرى بالتحكم في سلة غذاء العالم والوقود، ما يطرح العديد من التساؤلات حول ثبات روسيا وعدم اهتزازها أو سقوط بوتين ونظامه من الشهر الأول كما راهن الغرب عند التكتل ضده.
قوة الاستخبارات الروسية
قال الدكتور سمير فاضل، أستاذ التاريخ، إن روسيا استعدت باحتياطي من العملة يصل إلى ٦٠٠ مليار دولار وقدرة عسكرية تستطيع بها مواجهة أي قوة عسكرية أخرى تريد التدخل في هذا الصراع، على حد قوله.
وأضاف: روسيا تملك معلومات استخبارية قوية للغاية عن الداخل الأمريكي، وتعرف كيف تدار الأمور فيها وآلية صناعة القرار، بجانب تحليلات رصينة للشأن والوضع السياسي والاقتصادي في أوروبا، لافتا إلى أن موسكو تملك اليوم علاقات قوية جدًا، وتحالفات مع الصين وإيران، كما تملك علاقات قوية جدا مع دول كبيرة بالشرق الأوسط مثل مصر والسعودية وتركيا، وحضورا قويا للغاية ومصالح مع أكبر دول أفريقيا وآسيا.
واختتم حديثه قائلا: روسيا استعدت تماما لهذا الصراع، وما يحدث الآن سوف يشكل مرحلة فارقة في تاريخ العلاقات الدولية والعهد الدولي الجديد.
تطهير الجبهة الداخلية
وتنفذ السلطات الروسية عمليات أمنية داخلية موسعة، وذلك بالتزامن مع العمليات العسكرية التي تشنها في أوكرانيا، من أجل ضبط الجواسيس والعملاء.
وأسفرت آخر عملية نفذتها الأجهزة الأمنية الروسية، عن إلقاء القبض على مدير معهد الميكانيكا النظرية والتطبيقية (ITAM) التابع لفرع سيبيريا، لأكاديمية العلوم الروسية ألكسندر شيبليوك، في قضية "خيانة"، وذلك حسبما نقلت وكالة الأنباء الروسية تاس.
وأشارت الوكالة الروسية، إلى أن ألكسندر شيبليوك هو أحد العلماء العاملين على برنامج روسيا للصواريخ الفرط صوتية، والتي حققت موسكو فيه تطورًا كبيرًا.
كما ألقت السلطات الروسية القبض على مجموعة من العلماء، بتهمة الخيانة ونشر معلومات عسكرية خاصة بالدولة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الروسية.
من ناحية آخرى، استمرت روسيا في الوقوف بصلابة وندية أمام الغرب، حيث وصفت خلال الساعات الماضية على لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف فرنسا بالدولة غير الصديقة، في مؤشر على تصعيد خطير بين البلدين.
ومع أن فرنسا كانت تمارس دور الوساطة بين روسيا والغرب، لكن تضامنها في العقوبات ضد موسكو دفع العاصمة الروسية لتصنيفها بهذه الطريقة.