رغم بيان الإدانة.. هل وشت طالبان بمكان الظواهري.. ومن هم أبرز المرشحين لخلافته
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، فجر اليوم الثلاثاء، مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة جوية استهدفت مقر إقامته بالعاصمة الأفغانية كابول.
وقال بايدن، في كلمة ألقاها بهذه المناسبة: إن "الظواهري كان مسؤولًا عن مقتل العديد من الأمريكيين في هجمات مختلفة"، مضيفًا أن "العدالة تحققت بعد مقتله".
وأضاف الرئيس الأمريكي أن "الولايات المتحدة مستمرة في تعقب وقتل الإرهابيين في جميع أنحاء العالم".
وأوضح أن "الظواهري كان يختبئ مع أفراد مع عائلته في كابول، لكن لا أحد من عائلته أُصيب في الضربة، ولم يقع ضحايا مدنيين".
وأشار بايدن، إلى أن "عملية استهداف الظواهري خُططت بدقة لتقليل الأضرار الجانبية ولعدم سقوط ضحايا مدنيين"، لافتًا إلى أنه "وافق عليها قبل أسبوع".
وشدَّد الرئيس الأمريكي على أن "الولايات المتحدة لن تسمح أبدًا بأن تكون أفغانستان ملاذًا للإرهابيين".
ومن جانبها قالت داخلية حركة طالبان الأفغانية، اليوم الثلاثاء: إن الغارة الأمريكية التي أدَّت لمقتل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي وقعت في منطقة "شيربور" بكابل صباح يوم الأحد الماضي.
وأضافت طالبان، أن الغارة الأمريكية التي قتلت الظواهري تتعارض مع مصالح واشنطن في أفغانستان.
واعتبر مراقبون مقتل الظواهري داخل أفغانستان دليلًا قاطعًا على الصلات القوية التي تربط حركة طالبان وتنظيم القاعدة حيث تقدِّم الأولى دعمًا ورعاية كاملة لقيادات القاعدة.
وبحسب رئيس المركز الأوروبي للإرهاب والاستخبارات، جاسم محمد، يأتي الإعلان عن مقتل الظواهري داخل الأراضي الأفغانية كمؤشر جديد على الدعم الذي تحظى به قيادات القاعدة لدى حركة طالبان، والتي تحكم في أفغانستان منذ عام تقريبًا.
وقال "محمد" في تصريح بحسب "سكاي نيوز عربية": إن الظواهري كان يحظى بحماية حركة طالبان، التي وفَّرت له حماية كاملة خلال السنوات الماضية، وسمحت له بالظهور في عدد من التسجيلات الصوتية والمرئية.
ووفق محمد فقد أرادت الولايات المتحدة من خلال هذه العملية أن ترسل رسالة قوية لحركة طالبان مفادها أن "تكف عن تقديم الدعم لقيادات القاعدة، وتسلِّم المطلوبين لديها، ولا توفر لهم الحماية مستقبلًا".
من جانبه، يرى الباحث المصري المختص بالإرهاب والحركات المسلحة، أحمد سلطان، أن عملية استهداف الظواهري داخل أفغانستان تؤكد المعلومات التي تحدثت عنها مرارًا عدة تقاريرَ حول التنسيق المباشر والكبير بين قيادات تنظيم القاعدة وحركة طالبان على مدار السنوات الماضية.
وقال "سلطان": إن أبرز هذه التقارير التي تحدثت عن العلاقة بين طالبان والقاعدة صدر مؤخرًا عن الفريق التحليلي لمجلس الأمن الدولي، وحذَّر بشكل كبير من استمرار الدعم المتبادل بين طالبان والقاعدة.
وفي قراءته لعملية الاستهداف رجَّح سلطان أن طالبان قد أرادت التخلص من الظواهري بسبب خلافات معه جرى الحديث عنها مؤخرًا، مشيرًا إلى أن العملية تمت بناءً على وشاية من داخل طالبان إلى الولايات المتحدة عن مقر إقامة الظواهري.
وحول أبرز المرشحين لخلافة الظواهري يرى سلطان أن "القيادي سيف العدل محمد صلاح الدين زيدان، يظل المرشح الأبرز لخلافته، يليه أبو عبد الرحمن المغربي"، مشيرًا إلى أن الحركة تُدار في الوقت الراهن من لجنة تسمَّى لجنة "حطين".