لماذا كل هذه القسوة؟!
هناك مثل شعبى يقول: كثرة الحزن تعلم البكاء.. هذا المثل ربما يفسر لنا لماذا صار المصريون أكثر قسوة فى مخاطبة وتعامل بعضهم البعض.. هذه القسوة يمكن الاستدلال عليها من تحليل مضمون ما يقال وينشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن متابعة بعض أحداث العنف المجتمعي التي صدمتنا مؤخرا والتي شاهدنا فيها قتلا ونحرا على قارعة الطريق وأمام جميع المارة، بل واهتمام بعضهم بتصوير عمليات القتل والنحر تفصيلا بدلا من الاهتمام بإنقاذ الضحية.
هناك ما يشير إلى أن ثمة تغيرا طرأ على المصريين، تغيرا في التفكير والسلوك.. تغير يثير القلق والانزعاج لأنه يُبين أننا صرنا أكثر عنفا وأشد قسوة وأقل تسامحا وطيبة مما كان يقال في دراسات اجتماعية أنه معروف عنا.. وهذه القسوة قد تكون نتاجا للضغوط شديدة القسوة التى تعرض لها المصريون في غضون السنوات الماضية، خاصة الضغوط الاقتصادية التى تعيد صياغة سلوك وأفكار البشر، وتجعلهم قساة القلوب يتصرفون بعنف!
ولعل مشاهد غرق السفينة الشهيرة تايتنك تؤكد ذلك، حينما تدافع ركابها وتسابقوا للنجاة غير مكترثين بسقوط ركاب آخرين في البحر وغرقهم!
إن لكل فعل رد فعل كما تقول النظرية الشهيرة مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه.. وما تعرض له المصريون في عقد سابق من ظروف قاسية وضغوط شديدة لابد وأن تترك آثارها غائرة في المجتمع..
لقد أدت هذه الظروف لأن تتزايد مساحة القسوة في المجتمع بل وتتحول هذه القسوة إلى كراهية يعبر عنها أحيانا بغلبة السب والقذف علي الحوار بين بعضنا البعض، وأحيانا أخرى باللجوء إلى العنف.
هذا تحليل أولى لما حدث لمجتمعنا في السنوات الأخيرة يحتاج أن يخضع لدراسة موضوعية متعمقة حتى نسارع بحماية مجتمعا من القسوة والكراهية والعنف.