بدء معركة حسم المنصب.. من يخلف جونسون على كرسي رئيس وزراء بريطانيا؟
ما زال الصراع في المملكة المتحدة مستمر لحسم الجلوس على كرسي رئيس الحكومة البريطانية خلفا لبوريس جونسون الذي استقال من رئاسة حزب المحافظين الحاكم في السابع من يوليو الماضي.
حزب المحافظين البريطاني
وبعد استقالات جماعية للوزراء من حكومة بوريس جونسون، يبدأ أعضاء حزب المحافظين البريطاني هذا الأسبوع التصويت لاختيار زعيمهم الجديد، الذي سيخلف بوريس جونسون في 10 داونينج ستريت بعد خمسة أسابيع، في حين تتقدّم وزيرة الخارجية ليز تراس على وزير المال السابق ريشي سوناك.
ويبقى عدد المنتسبين المحدد للحزب سرًا، ولكنّه يقدّر بنحو 200 ألف بواقع (أقل من 0،3 % من عدد السكان الإجمالي).
ولدى المنتسبين لحزب المحافظين البريطاني حتى الثاني من سبتمبر للتعبير عن خيارهم في تصويت عبر البريد؛ وستصل بطاقات الاقتراع خلال أيام إلى الأعضاء الذين يشكل كبار السن الذكور والبيض فئة كبيرة منهم.
وفي الخامس من سبتمبر يتوقع صدور النتيجة؛ بعد بداية شهدت منافسة مفتوحة وخمس جولات تصويت مخصّصة لنواب الحزب لاختيار المرشحَين النهائيَين.
فيما يبدو أن التشويق قد تلاشى في هذه الحملة، فالمرشح المفضل لنواب الأغلبية ريشي سوناك، لا يحظى بشعبية كبيرة لدى القاعدة الحزبية، وقد حلّ في المرتبة الأولى خلال المرحلة الأولى من الاقتراع الداخلي، مع الإشادة بتحركه خلال جائحة “كوفيد-19”.
من جهتها، تشهد ليز تراس (47 عامًا) دعمًا متزايدًا، في ظل استطلاعات الرأي الإيجابية التي أعقبت المناظرة التلفزيونية الأولى، ووسط الوعود التي أطلقتها بخفض كبير للضرائب.
وأعلن وزير المال الحالي ناظم الزهاوي، الاثنين، دعمه لوزيرة الخارجية، معتبرًا في مقال في صحيفة “ديلي تلجراف”، أنّها “ستسقط العقيدة الاقتصادية المبتذلة وتوجه اقتصادنا بطريقة محافظة”؛ وبذلك، ينضم الزهاوي إلى صفوف المؤيّدين الكثر لوزيرة الخارجية، بينهم وزير الشؤون الإيرلندية السابق براندن لويس، والمرشّح السابق لرئاسة الحزب توم توجنهات، إضافة إلى وزير الدفاع بن والاس، الذي يحظى باحترام كبير داخل الحزب، والذي اكتسب خبرة في زمن الحرب على أوكرانيا.
بالرغم من ذلك، أكدت ليز تراس، أن السباق محتدم للغاية، مضيفة، أقاتل من أجل كل صوت؛ وفي حين كانت جامدة وغير مرتاحة خلال مناظرات المراحل الأولى من المنافسة، بدت أكثر استرخاءً وثقةً في الأيام الأخيرة، في الوقت الذي اعتمد فيه ريشي سوناك على مهاراته في التحدّث لتعويض تأخره.
وخرجت تراس أقوى مساء الخميس من أول لقاء، في إطار سلسلة من 12 لقاء مع نشطاء محافظين؛ ومن المقرر إجراء لقاء ثان الاثنين في مدينة إكستر في جنوب غرب إنجلترا.
ريشي سوناك
من جهته، يُتهم ريشي سوناك المرفوض من قبل معسكر جونسون، بأنه طعن في الظهر رئيس الحكومة السابق؛ فقد ساهمت استقالته في انطلاق سلسلة من الاستقالات من الحكومة، الأمر الذي لم يترك خيارًا أمام جونسون سوى إعلان مغادرته بعد أشهر من الفضائح.
ومنذ بداية الحملة الداخلية، تعارضت وجهات نظر المرشحَين النهائيَين بشكل أساسي حول الضرائب؛ فقد وعدت ليز تراس بتخفيضات ضريبية من دون تأخير، معلنة أنها ستلغي زيادة أقرت على مساهمات الضمان الاجتماعي في الربيع من أجل تمويل نظام الصحة العامة، الذي تضرر بفعل الوباء.
أما ريشي سوناك، فقد حذر من الحكايات الخرافية، معتبرًا أن من الضروري انتظار تلاشي التضخّم الذي وصل إلى أعلى مستوياته منذ 40 عامًا، قبل التفكير في خفض العبء الضريبي.
غير أنّ المصرفي السابق عاد وأبدى بعض الليونة أخيرًا عبر الوعد بخفض ضريبة القيمة المضافة على الطاقة، كما وعد بخفض ضريبة الدخل بنسبة 20 % في غضون سبع سنوات، الأمر الذي ردّ عليه معسكر تراس، مؤكدًا أنها ستخفّض الضرائب في غضون سبعة أسابيع؛ ومن أجل جذب القاعدة المحافظة، وعد سوناك أيضًا بتشديد أنظمة الهجرة، كما انضم إلى الحروب الثقافية المحبّبة إلى الجناح اليميني في الحزب، ووعد بمنع المحرضين اليساريين من جرف تاريخنا وتقاليدنا وقيَمنا الأساسية.