لا تنخدعوا!
لا أجد في الإقبال الكبير على شراء الفيلات بالساحل الشمالى أمرا يثير الدهشة أو التعجب، حتى وإن كان قد انتهت الوحدات المعروضة للبيع بأسعارها الكبيرة فى غضون بضع ساعات قليلة! نعم في مصر أغنياء قادرون على اقتناء ما هو غال وباهظ الثمن.. هذا ليس خبرا جديدا، إنما هو خبر قديم معروف شاهدنا ونشاهد مظاهره يوميا التى تتسم بالبذخ والتباهي بهذا الثراء!
لكن أرجو فقط ألا ننخدع، وخاصة المسئولين منا، ونعتبر هؤلاء الأغنياء القادرين هم كل أهل مصر! أو نتصور أن بقية أهل مصر قادرين على الإنفاق وببذخ مثلهم، أو على الأقل لديهم القدرة على تحمل التضخم وإرتفاع الأسعار الذى نتعرض له الآن.. يا سادة إن آخر الإحصاءات الرسمية كانت تسجل وجود نحو ٢٩،٧ في المائة من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، أى لا يتوفر لهم احتياجاتهم الاساسية من غذاء وكساء ومسكن آمن لائق وبقية الخدمات الضرورية مثل مياه الشرب النظيفة والصرف الصحى والكهرباء والطرق الممهدة وأيضًا الصحة والتعليم..
وبجانب هؤلاء هناك نسبة لا تقل عن ٢٠ فى المائة من المصريين يعيشون على هامش خط الفقر ومهددين بالوقوع تحته.. أما الطبقة المتوسطة فإن الشريحة الأكبر منها تكاد تدبر أمور حياتها المعيشية بصعوبة بالغة الآن.
وإذا كان هناك إقبال على الفيلات بالساحل الشمالي التى تباع الواحدة منها بعشرات الملايين من الجنيهات، فإن هناك إقبال آخر لا يحظى باهتمامنا على منافذ بيع السلع الضرورية الغذائية لإنها توفر بضعة جنيهات للمشترين منها، كما أن هناك إقبال أيضا على خبز التموين وسلع البطاقات التموينية ومنافذ صرف مساعدات تكافل وكرامة التى تبلغ بضعة مئات من الجنيهات..
لذلك نقول للسادة المسئولين لا تنخدعوا في صور الإقبال على الفيلات بالساحل الشمالى وتذكروا أن الأغلب الأعم من المصريين يؤلمهم زيادة جنيه واحد في سعر كرتونة البيض أو ساندوتش الفول أو تذكرة ركوب الأتوبيسات.