أنت إخواني!
أعضاء لجنة العفو الرئاسى خلال عملهم الذى يتناول فحص ملفات أعداد من المحبوسين سوف يكتشفون أن اتهام الانضمام لجماعة الإخوان الإرهابية يلاحق عددا ليس بالقليل من المحبوسين الذين ليسوا إخوانا بل ويعدون من الخصوم السياسيين للإخوان، لكن هؤلاء تم حبسهم لعلاقاتهم بجماعة الإخوان! والسبب إننا مثلما حدث في السبعينات حينما أفرطنا في إتهام أعداد من المواطنين بالانتماء لتنظيمات شيوعية فإننا أفرطنا خلال السنوات الأخيرة في اتهام أعداد من المواطنين بالانتماء لجماعة الإخوان!
صحيح إن هناك شخصيات بل وتنظيمات حزبية مازالت لا تنظر لجماعة الإخوان باعتبارها جماعة إرهابية، بل أن هناك من مدوا يد التعاون للإخوان قبل يونيو ٢٠١٣، والبعض الآخر راودته فكرة استعادة التعاون مع الإخوان مجددا لإحداث تغيير سياسى في البلاد على غرار ما حدث في يناير ٢٠١١.. لكن هذا لا ينفى إننا أفرطنا في توجيه الإنتماء لجماعة الإخوان لمن هم ليسوا إخوانا بل ويتبنون أفكارا تتعارض مع فكر الجماعة ويرفضون التعاون سياسيا مع الإخوان.
تلك مشكلة حقيقية علينا أن نجد حلا منصفا لها.. ويحضنا على التوصل لهذا الحل أن الإخوان، جماعة أو تنظيم دولى، أخفقت كل محاولاتهم لإستعادة ما حدث في يناير ٢٠١١ حينما تعامل قطاع كبير من النشطاء معهم باعتبارهم إحدى القوى الوطنية وليست جماعة ارهابية تريد السيطرة على البلاد لتحقيق هدفها الأثير وهو إستعادة دولة الخلافة الاسلامية التى تذوب فيها وتختفى الدول الوطنية.
ولعل الذين يشاركون في الحوار الوطنى يتنبهون لهذه المشكلة، مشكلة الإفراط في توجيه الإتهام بالإنتماء للإخوان لكل من يرفع صوته معارضا ومطالبا بتغيير سياسي ما عن غير طريق صناديق الانتخاب! فمن مصلحتنا أن يكون واضحا لدينا الفارق بين الإخوان وغير الإخوان حتى لا يختلط الأمر علينا، وبالتالى نتخذ مواقف وتصرفات غير سليمة.. فإذا كان الحوار الوطني من أحد أهدافه إستعادة تحالف ٣٠ يونيو فإن هذا الخلط بين الإخوان وغير الإخوان يعرقل ويعطل إستعادة هذا التحالف الذي نريد إحياؤه.