الحياة الرهبانية
من المعروف للجميع بأن تذكار رهبنة أبينا صاحب القداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث يوم 18 يوليو في كل عام، بإسم الراهب أنطونيوس السريانى، فكان قداسته قدوه في رهبنته، فوصل فيها إلى حياة الوحدة فى مغارة تبعد عن الدير بضع كيلو مترات لعدة سنوات، تمثلًا بأبيه الروحى الأنبا شنودة رئيس المتوحدين. وكما تمثل قداسته في حياته الرهبانية بالقديس العظيم الأنبا شنودة، تمثل كذلك بحياة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة، وذلك خلال التلمذة على قدوته الروحية، وجهاده الروحى وتعاليمه الرهبانية، كما أن قداسته كان يعتز بإسم القديس أنطونيوس الذى أطلق اسمه عليه فى رهبنته وكما كان قدوه في رهبنته، كان قدوة في كهنوته، لما أعطيت له نعمة القسيسية بالدير، وذلك لقبول اعترافات الآباء الرهبان والتلمذة على قدوته وإرشاده وتدبيره الروحى لهم.
البابا الـ117
ولا يفوتنا أن نشير بأن نيافته لما دعى إلى درجة ورتبة الأسقفية، وصار أسقفًا للتعليم والكلية الاكليريكية والمعاهد الدينية والتربية الكنسية، كان يعلم بقدرته وسلوكه وفضائله الروحية وأعماله الصالحة، كما أنه يعلم بالكلمة والأمثلة وبالمواقف الروحية التى تستدعى ذلك، وذلك في كل مكان وزمن كان يذهب اليه. وتعاليمه هذه أثمرت في حياة الكنيسة، أكليروسًا وشعبًا وكانت لها الأثر البالغ البناء، بالإضافة إلى حكمته وقامته الروحية الكبيرة وحبه وإخلاصه للوطن والكنيسة.
كل هذه الجوانب وأمثالها أهلته إلى دعوة وإختيار السماء لقداسته، بأن يكون خليفة القديس العظيم مار مرقس الرسول والبابا ال 117 بإسم البابا شنودة الثالث، وإستمر فى قيادة الكنيسة أزيد من أربعين عامًا متواصلة. فكان في تعاليمه مثل أبطال الإيمان كالقديس أثناسيوس الرسولى والقديس كيرلس عمود الدين والقديس البابا ديسقورس، وتحمل مثلهم الإضطهاد والمضايقات بأساليب وطرق عديدة طوال فترة حبريته المباركة.
ختامًا كان قداسته منذ حياته الرهبانية، ثم وضعه كأسقف للتعليم ثم توليه زمام قيادة الكنيسة بابا وبطريرك لها فى كل هذه المراحل كان قداسته ومازال شاهدًا أمينًا لنا ولكل الأجيال، وسوف يستمر بنعمة الله إلى يوم الدين.. بركته تكون معنا، ونطلب شفاعتك عن وطننا العزيز مصر، وعن كنيستنا وعن العالم أجمع.