الوحدة الكنسية من منظور قبطى أرثوذكسى (2)
فى اللقاءات الكنسية من أجل وحدة الكنيسة نجد جوانب مسموح بها، وجوانب غير مسموح بها أيضًا.. مثال: الصلاة الارتجالية مع الصلاة الربانية –قراءة الكتاب المقدس– لحن أو ترتيلة كنسية، إلقاء كلمة في بعض الموضوعات، دون التلميح لعبارات تعنى أننا واحد فى المسيح، أو واحد في الإيمان، أو واحد في الكتاب المقدس، لأن هذا غير واقعي، لأننا لم نتفق بعد حول وحدانية الإيمان.. أما من جهة الحوار في نقاط الخلاف وما يتم التوصل إليه باتفاق أو عدم اتفاق، يُعلن لكنيسة كل طرف.
مع ملاحظة ألا نأخذ الصلاة شكلًا ليتورجيًا أو طقسيًا أو تقليد طقوس بعض الأسرار المقدسة في الكنيسة صاحبة الإيمان المستقيم، وذلك للإيحاء بأنه تمت الوحدة بيننا، كما أنه غير مسموح بالمشاركة في الصلاة على المعمودية أو القربان في تقديس وتتميم سر المعمودية أو الشركة بالتناول من الأسرار المقدسة، لأن قوانين الآباء الرسل القديسين وبقية القوانين تنهانا عن هذ الصلوات، التى تأخذ الشكل الليتورجى أو الطقسى في تتميم هذين السرين أو بقية الأسرار الكنسية المقدسة السبعة.
وإليك ما قبل فى قانون (46) – الكتاب الثانى ( ص101) من كتاب قوانين الآباء الرسل القديسين للقمص صليب سوريال تقول: "إذ دخل واحد من الإكليروس أو من العلمانيين إلى مجمع وموضع الهراطقة للصلاة فليقطع، والعلمانى فليفرق (أى يفرز)". كما أنه جاء فى القانون (68)- الكتاب الأول (ص 129،130). فى نفس كتاب القوانين للقمص صليب سوريال "لا يصلى خدام الله مع هرطوقى، ولو فى بيت أو منزل أو شقة، أى شركة للنور مع الظلمة".
قوانين الآباء الرسل
وفى القانون التاسع من الكتاب الثانى (ص141) – من نفس كتاب القوانين يقول "إذا صلى واحد من الإكليروس مع واحد قطع من الإكليروس، فليقطع هو أيضًا". وفى قانون (34) من نفس الكتاب الثانى (ص 148) يقول: "أى أسقف أو قسيس أو شماس يمضى إلى معمودية الهراطقة أو يشارك قربانهم، نحن نأمر أن يقطع من درجته، لأنه ليس بين المسيح والشيطان مسالمة أو أى نصيب للمؤمن مع غير المؤمن".
قانون (41) فى نفس الكتاب الثانى للقوانين ( ص 150) يقول: "إذا نشر ملحد من المخالفين كتابًا فى الكنيسة، وادعى كذبًا أنه كتاب مقدس بهدف أن يصطاد به الشعب أو الإكليروس فليُقطع". أى الذى يشارك الهراطقة في نشر ما يخالف صحيح الإيمان، يلقبه الرسل بالملحد، ويقطع ولو كان من الإكليروس، من له أذنان للسمع فليسمع.
كما أن المجمع المقدس الذى لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية، يمنع الصلاة والشركة مع المختلفين معنا إيمانيًا، وخاصة الذين تم قطع العلاقة معهم كما هو وارد فى كتاب قرارت المجمع المقدس (ص141، 145) فى حبرية مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث.
أما بخصوص ما جاء فى بعض المجامع المكانية المعترف بها كنسيًا: مثال كتاب عن مجمع اللاذقية سنة 367 م – قانون رقم (6) ص 175 للقمص صليب سوريال: " لا يسمح للهراطقة أن يدخلو بيت الله ما داموا مستمرين فى هرطقاتهم"، وأيضًا فى قانون (1) ص 177، وفى كتاب مجمع قرطاجنة قانون (24) لسنة 417 م ص 227، يقول: "لا يجوز لأعضاء الكنيسة أن يزوجوا أولادهم للهراطقة بلا تمييز للخلاف العقائدى الذى بيننا وبينهم".
استقامة الإيمان
ولا تنسى أنه جاء فى كتاب عصر المجامع الكنسية قانون (44) من مجمع اللاذقية (ص 190) للقمص صليب سوريال: "لا يجوز للنساء دخول المذبح"، وكذلك فى قانون (11) ص 178 يقول "لا يجوز تنصيب سيدات رئيسات فى الكنيسة" وفى قانون(32) ص186: يقول "لا يجوز أن يؤخذ بركات من الهراطقة لأنها هى بالحرى لعنات، من أن تكون بركات" وفى قانون (33) ص 186 يقول: "لا يجوز لمؤمن أن يصلى مع هرطوقى، انشق عن الإيمان" وفى قانون (37) ص188: يقول: "لا يجوز أن تقبل من اليهود أو الهراطقة أى شئ من هدايا أعيادهم ولا نُعيد نحن أيضًا معهم".
أما ما جاء فى مجمع أنطاكية عام 341م يقول في القانون الثانى منه: "لا يسمح أن نكون في الشركة مع المقطوعين ولا أن نصلى مع الذين يمتنعون عن الصلاة فى الكنيسة ولا نقبل في الكنيسة أولئك الذين يترددون إلى الكنائس الأخرى، وإذا ثبت أن أحد الأساقفة أو أحد الكهنة أو الشمامسة أو سواهم من الإكليروس بقى فى الشركة مع المذنبين، فليقطع من الشركة المقدسة لخرق قانون الكنيسة".
ما جاء بتاريخ الكنيسة عن القديس يوحنا الرسول وحرصه على استقامة الإيمان: "كان يمقت الهرطقة جدًا ويظهر هذا واضحًا فى كتاباته الملينة بالحذير من الهراطقة، وذكر عنه أنه دخل يومًا دورة مياه فلما وجد فيها كيرنثوس الهرطوقى الغنوسى الذى أنكر تجسد الرب، صاح فى المؤمنين قائلًا: "لا تدخلوا حيث عدو المسيح، لئلا يهبط عليكم الحمام أو دورة المياه، قال ذلك وخرج يعدو أمامها، فخرجوا وراءه مذعورين!".
بالإضافة إلى ذلك ما جاء فى أوشية الاجتماعات فى القداس الباسيلى للقديس باسيليوس الكبير، يقول عن التعاليم الخاطئة والهراطقة: "الشكوك وفاعلوها أبطلهم ولينقض افتراق فساد البدع". لذلك يجب فى كل صغيرة وكبيرة فى حياتنا الخاصة والكنسية وخاصة فى العلاقة مع الطوائف، نراعى تعاليم الكتاب المقدس، وتقاليد الكنيسة وقوانينها المسلمة إلينا لكى نأخذ بركة العمل بها، ولا نقع تحت طائلة كسر هذه الوصية الإلهية والقوانين الكنسية..
متذكرين ما جاء في هذا الصد على لسان معلمنا القديس بولس الرسول قائلًا: "إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن أناثيما كما سبقنا فقلنا، أقول الآن أيضًا "إن كان أحد يبشركم بغير ما قبلتم، فليكن أناثيما" (غلاطية 8:1،9). ( ومن له أذنان للسمع فليسمع ما يقوله الروح القدس للكنائس).