وصل بالسيرة الهلالية للعالمية وحذر من إسرائيل.. وداعا أحمد مرسي رائد الأدب الشعبي في مصر
رحل عن عالمنا صباح اليوم الأربعاء الدكتور أحمد مرسي أستاذ الأدب الشعبي والفلكلور بكلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة والذي كان يعمل أستاذا زائرا بدولة الإمارات لجمع التراث الشعبي هناك وعاد مؤخرا بعد أن اشتد عليه مرض السرطان ليعالج بمصر.
والدكتور أحمد مرسي من مواليد محافظة كفر الشيخ عام 1933، حصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب عام 1963، ماجستير فى الآداب قسم اللغة العربية عام 1966م، وحصل على الدكتوراه فى الآداب مع مرتبة الشرف "أدب شعبي" قسم اللغة العربية جامعة القاهرة.
عين الدكتور أحمد مرسى معيدا بقسم اللغة العربية بجامعة القاهرة، عام 1963 وتدرج حتى أصبح رئيسا لقسم اللغة العربية خلفا للدكتور عبد الحميد يونس الذي كان قدوته ورفيقه، قام بالتدريس في كلية الإعلام عند إنشائها كمعهد عام 1972، ثم اختير عميدا لكلية الآداب جامعة بنى سويف ثم عميد المعهد العالى للفنون الشعبية من عام 1981، كما عمل في الجامعات الأجنبية ومنها هارفادر، كامبردج، جامعة بنسلفانيا، فيلادلفيا وتكساس بالولايات المتحدة، كما عمل بجامعات دولتي الكويت والإمارات، كما عين مستشارا ثقافيا بالسفارة المصرية ومدير البعثة التعليمية بروما بإيطاليا، ومستشارا ثقافيا بالسفارة المصرية ومدير البعثة التعليمية ومدير المعهد المصري للدراسات الإسلامية مدريد، إسبانيا وأقام هناك أكثر من عشر سنوات.
تولى إدارة مركز الفنون الشعبية منذ إنشائه، ورئيس تحرير مجلة الفنون الشعبية بالهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1987، ومستشار وزير الثقافة لشئون التراث الشعبى عام 1997، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب بوزارة الثقافة، وعضو لجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، ومقرر لجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة وآخر أعماله رئيسا للجمعية المصرية للمأثورات الشعبية.
اعتراف بالسيرة الهلالية
نجح الدكتور احمد مرسى من خلال الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية التي يرأسها في الحصول على اعتراف عالمي بأن السيرة الهلالية واحدة من التراث الشعبي المصري الخالص.
أوسمة وجوائز
حصل الدكتور أحمد مرسى على العديد من الجوائز والأوسمة منها "جائزة الدولة التشجيعية فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1985، نوط الامتياز مصر عام 1991، وسام الاستحقاق المدني إسبانيا عام 1992، وسام الفنون الجميلة إسبانيا عام 1993، جائزة الدولة للتفوق فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 1999، جائزة جائزة نجيب محفوظ للإبداع الفكري والأدبي عام 2006، وآخر جوائزه جائزة الدولة التقديرية في الأدب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2006، ليسافر بعدها إلى دولة الامارات.
حوار فيتو القديم
يرى الدكتور احمد مرسى من خلال حوار اجريناه معه ونشر بجريدة فيتو عام 2013 ان التراث هو اهم ما يميز الأمم والشعوب ولذا كان الحفاظ على التراث حفاظا على الهوية فإذا ضاع التراث ضاعت الهوية واصيبت في مقتل ومن هنا كان جمع التراث الشعبي والحفاظ عليه ضرورة قصوى لكن للأسف تراثنا ومأثوراتنا الشعبية في مهب الريح وبدأت دول كثيرة تسطو عليه وعلى رأسها إسرائيل التي تسطو على 35 ألف حدوتة شعبية من تراثنا وتنسبها لنفسها.
وأضاف: إسرائيل لا تتوانى عن السطو على تراثنا حتى شخصية جحا نسبوها إلى أنفسهم حتى الفول والطعمية اعتبروها من تراثهم ويعيدون تقليد العباءات السيناوية والصعيدية والتجارة بها في الخارج كما أصدروا دراسات عديدة عن الفولكلور الاسرائيلى بالرغم من انه ليس لهم وجود قبل عام 1948.
ضياع الهوية
كما يرى الدكتور احمد مرسى ان تقليدنا الأعمى للغرب يفقدنا هويتنا، فالأزياء الشعبية المتعددة في مصر تنقل لنا معانى رمزية مختلفة بالتطريز والزخارف لحياة الإنسان وبيئته وهي مفتاح شخصية الأمة كما تنوع الأزياء في ربوع مصر كان صاحب أكبر رسالة لتأصيل هوية الملابس لدى المصريين ففي كل بيئة طابع خاص وزى خاص، ففي النوبة مثلا كانت المرأة ترتدي زيا مطرزا بالخرز والرجل يرتدى الطاقية والعباءة، المشغولة وتسمى بروان وفى الصعيد الطرحة على الرأس والرجل في سيوة جلباب قصير وعليه صدرية والملاية اللف لنساء الإسكندرية والملس في القرى الريفية وهكذا.
وفى نهاية حوار الدكتور مرسى مع "فيتو " وجه نداءا الى الحكم الاخوانى الذى كان يحكم وقت اجراء الحوار ـ 2013 ـ وقال إن الشعب المصرى بما يملكه من تراكم حضارى وثقافى ليس غبيا ولا جاهلا ولا فاقدا للاهلية لكنه يحتاج الى قيادة تحترم انسانيته ولا تكذب عليه ولا تزيف عليه واقعه وعلى الذين يحكمون أن يدركو أن الوطن ليس حكرا لمجموعة سياسية او دينية او ثقافية وانما للوطن فالوطن للجميع ن فلم يعد ممكنا وقد أصبحنا نعيش ثورة في المعلومات ان يدعى احد لنفسه انه يمتلك الحقيقة واخشى اذا استمر الوضع على ماهو في ظل حكومة الإخوان ان نصبح خارج الجغرافيا بعد ان اصبحنا قاب قوسين أو أدنى من ان نصبح خارج التاريخ.
مؤلفات الراحل
للفقيد الراحل مؤلفات عديدة منها:الأغنية الشعبية.. دراسة ميدانية فى منطقه البرلس، المأثورات الشعبية الأدبية فى منطقة الفيوم، الفولكلور والاسرائيليات، الأدب الشعبي وفنونه، عالم نجيب محفوظ باللغة الإسبانية، دراسة في البكاء عند المصريين، كتابا عن الأسواق الشعبية في مصر وغيرها.