زي النهاردة.. وفاة أحمد زكي باشا أحد رواد إحياء التراث العربي الإسلامي في مصر
في مثل هذا اليوم من عام 1934 توفى أحمد زكي باشا، أحد أهم رواد إحياء التراث العربي الإسلامي بمصر والملقب بشيخ العروبة.
عن النشأة والتعليم والثقافة
ولد بالإسكندرية وتلقى تعليمه بالقاهرة، وتخرج في مدرسة الإدارة (كلية الحقوق الآن) عام 1887م. ودرس فن الترجمة وكان يجيد الفرنسيّة إجادة ممتازة، فكان يكتب ويخطب بها، كما كان يلم بالإنجليزية والإيطاليّة وله بعض المعرفة باللاتينيّة.
عمل مترجمًا في مجلس النظار (الوزراء)، وتدرج في المناصب حتى صار سكرتيرًا لمجلس النظار سنة 1911م، وتقدم بمشروع لإحياء الأدب العربي إلى مجلس الوزراء، فأقره في جلسته التي ترأسها الخديوي عباس حلمي في 24 أكتوبر 1910م واعتمد مجلس الوزراء لهذا المشروع مبلغ 9،392 جنيهًا مصريًا – وكان مبلغ ضخم في ذلك الوقت.
في هذا المشروع تمت طباعة العديد من الكتب بتحقيق أحمد زكي، مثل: نكت الهميان في نكت العميان للصلاح الصفدي، والأصنام للكلبي، والأدب الصغير لابن المقفع، والتاج في أخلاق الملوك المنسوب للجاحظ، والجزء الأول من كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار للعمري.
آثاره الأدبية
قام أحمد زكي باشا سنة 1892 برحلة إلى أوروبا، بغرض حضور مؤتمر المستشرقين التاسع الذي عقد في لندن أنذاك واستغرقت هذه الرحلة ستة أشهر، حيث غادر القاهرة يوم 14 أغسطس سنة 1892، وعاد إليها يوم 14 فبراير سنة 1893.
تمكن أحمد زكي باشا خلال الرحلة من زيارة أكثر من أربعين مدينة زيارة تدقيق وتحقيق، كما زار خلالها بعض هذه المدن مرتين، مثل روما وباريس ولندن ومدريد ولشبونة. وهي رحلة لم يتيسر حصولها لمصري من قبل.
إحياء التراث العربي
وضع أحمد زكي باشا أيضا رسائل صغيرة في جوانب مهمة، يصل عددها لثلاثين رسالة، عالجت موضوعات متفرقة مثل: «اختراع البارود والمدافع وما قاله العرب في ذلك»، و«الطيران في الإسلام»، و«سراديب الخلفاء الفاطميين».
كما أجرى بحوثًا بينت أن العرب هم أول من كشفوا منابع النيل، وأول من أثبتوا كروية الأرض قبل الأوربيين بثلاثة قرون، ونفى أن يكون رأس الحسين مدفونا في مصر، وأن يكون جوهر الصقلي والجبرتي دفنوا في الجامع الأزهر.
بعد إحالته للتقاعد سنة1921 وحتى وفاته نشر عشرات المقالات والأبحاث وتوسّع في صلاته بزعماء العالم العربي وتوسّط في الخلاف بين العرب واليهود بشأن حائط البراق، ومن أهم ما قام به زكي باشا اختصاره حروف الطباعة العربية من 905 أشكال إلى 132 شكلا و46 علامة، وذلك بعد أن أجرى بنفسه تجارب يومية في مطبعة بولاق في عملية استغرقت ثلاثة أشهر.
علامات الترقيم
كان وزير المعارف أحمد حشمت في ذلك الوقت قد طلب من أحمد زكي باشا أن إدخال علامات الترقيم على العربية ووضع أسسها وقواعدها، فوقف على ما وضعه علماء الغرب في هذا الشأن، واصطلح على تسمية هذا العمل بالترقيم؛ لأن هذه المادة تدل على العلامات والإشارات والنقوش التي توضع في الكتابة، واستمر في النشاط البحثي والعلمي حتى وافته المنية في مثل هذا اليوم من عام 1943.