الجارديان: تكاليف الحرب في أوكرانيا اختبار صعب لزعماء أوروبا
اعتبرت صحيفة ”الجارديان“ أن تكاليف الحرب في أوكرانيا تشكل ”اختبارًا صعبًا للزعماء الأوروبيين“، خاصة بعدما رأت تقارير غربية مؤخرًا أن روسيا تتجه إلى قطع إمدادات الغاز، مما يسلط الضوء على ادعاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن ”الوقت في صالحه“.
سقوط حكومة
وذكرت الصحيفة في تحليل إخباري لها، أنه على سبيل المثال، كانت الجهود اليائسة في إيطاليا لمنع سقوط حكومة ماريو دراجي ليست سوى أحدث عاصفة سياسية نارية في أوروبا مرتبطة باختبارات بوتين لقوى التحمل الغربية، حيث توقع وزير إيطالي كبير أن الزعيم الروسي ”سيحتفل قريبًا بسقوط حكومة غربية أخرى“ (بعد بريطانيا).
ونقلت الصحيفة عن فيروشيو ريستا، رئيس مؤتمر عمداء الجامعات الإيطالية، قوله: ”قارب دون دفة يهرب“، وهي استعارة يمكن أن تنطبق، بما يرضي بوتين، على معظم أوروبا، حيث تتعرض الحكومات لضغوط متزايدة بشأن التكلفة المحلية الباهظة جراء الحرب.
وقالت إنه ”من المؤكد أن رواية ثورة أوروبية ضد العقوبات المفروضة على روسيا تتناسب تمامًا مع رواية بوتين الأساسية القائلة بأن الوقت والاقتصاد في صفه لأن العقوبات تلحق الضرر بالمستهلكين الأوروبيين أكثر من بلاده نفسها“.
الصدمات الاقتصادية
وأضافت أن ”(بوتين) يشعر أن أسعار الوقود المرتفعة هي أكثر الصدمات الاقتصادية فتكًا بصانعي السياسة الأوروبيين الذين يكافحون التضخم المنفجر في بلادهم الآن، والذي بدوره يبطئ النمو الاقتصادي، على الرغم من رفض جوزيب بوريل، مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، الرواية القائلة إن ارتفاع الأسعار يُعزى إلى العقوبات دون أي دليل“.
وفي تكذيب لرواية بوريل، قالت الصحيفة: ”في فرنسا، تم إضعاف إيمانويل ماكرون إن لم يتم إسكاته بفعل خسارة الأغلبية البرلمانية لأحزاب أكثر تعاطفًا بشكل طبيعي مع بوتين.. وفي بريطانيا، تمت الإطاحة ببوريس جونسون بسبب مخاوف تتعلق بعدم قدرته على مواجهة التضخم.. وفي إيطاليا، يواجه دراغي تصويتًا حاسمًا للثقة غدًا، الأربعاء“.
حزب القانون والعدالة
كما أضافت صحيفة أنه ”وفي إستونيا، نجت رئيسة الوزراء المناهضة بشدة لبوتين، كايا كالاس، الأسبوع الماضي بعد سقوط حكومتها الائتلافية السابقة في نزاع مرتبط بمعدل التضخم في البلاد البالغ 19%، وهو أعلى معدل في منطقة اليورو التي تضم 19 دولة“.
وتابعت: ”وفي وارسو، يشعر حزب القانون والعدالة بالقلق من الهزيمة الانتخابية في الخريف المقبل، حتى لو ظلت المعارضة داعمة لأوكرانيا. وفي بلغاريا، سقطت حكومة موالية للغرب“.
وأردفت: ”أما غدًا، الأربعاء، فسيكون الوضع أسوأ بكثير، فبصرف النظر عن قضية بقاء دراجي، سيتعين على الاتحاد الأوروبي أن يقرر ما إذا كان يمكنه الاتفاق على آلية تضامن إذا نفدت إمدادات الغاز الروسي هذا الشتاء“.
واستطردت: ”وستتضح نوايا بوتين على هذه الجبهة بعد غد، الخميس، عندما تقرر شركة الغاز الروسية الاحتكارية، جازبروم، ما إذا كانت ستستأنف الإمدادات إلى أوروبا بعد انتهاء الصيانة السنوية لخط أنابيب نورد ستريم 1“.
إمدادات الغاز
واختتمت ”الجارديان“ تحليلها بالقول: ”العلامات كلها تنذر بالسوء، حيث قالت جازبروم بالفعل في خطاب خاص لعملاء الغاز إنها لا تستطيع ضمان إمدادات الغاز في وقت قريب في ظل الظروف القاهرة المعلنة“.