الإسلاميون نموذجا.. كيف ينتهي تقديس الأشخاص إلى التعصب والتطرف؟
تقديس الأشخاص والتعصب لهم من أفات الفكر الديني الذي تمثله الجماعات الدينية بمختلف مرجعياتها، إذ يعتبر كل شيخ أو رجل دين بالنسبة لأتباعه مقدس لا يجب الاقتراب منه ومنهم من يفتديه بروحه وحياته لو استطاع.
قبح التعصب للأشخاص
قال ثروت الخرباوي، الكاتب والمفكر إن التعصب شيء بغيض، يجعل صاحبه لا يرى إلا نفسه وفكرته، ويجعل عاطفته تضيف لما تراه أشياء غير حقيقية، وتتوهم أشياء لا وجود لها.
وأضاف الخرباوي: تقديس الأشخاص شيءٌ بغيض أيضا، وهو بوابة من بوابات التعصب والتطرف، وخطورته أن من يُقدس شخصا ما يظن في نفسه أنه لا يقدسه، فقد أقنع نفسه أنه يقدره فقط، مردفا: الدين يمنع المرء من تقديس الأشخاص، لذلك كان يجب لا شعوريا أن يلجأ البعض لحيلة التقدير.
وتابع: إذا أصبح عقله الواعي آمنًا ومطمئنا إلى أنه من أهل "التقدير لا التقديس" أخذ عقله الباطن يوجهه إلى ممارسة التقديس في سلوكه وتصرفاته، فلا يقبل أي نقد يوجهه أحد لرأي أو فكرة ما قالها قديسه الطيب، ويعتبر أن هذا النقد تطاولا وتجريحا وإساءة.
واستكمل: البعض يقدس أشخاص لأنهم في ظنه يمثلون دينا ما، أيًا كان هذا الدين، فيقوم نفسيا بربط الدين بالشخص المقدس، ويصبح نقد رأي وفكر قديسه هو جريمة ضد الدين لا يقوم بها إلا كافر، فإذا ناقشته في سلوكه امتعض واحمر وجهه غضبا وقال: أنا لا أقدس أحدًا ولكنني أقدره فقط، دون أن يدري أنه يقدسه لدرجة مزعجة.
واختتم: لعن الله التعصب وقاتل التقديس الذي يرتدي ثوب التقدير.
عن ثروت الخرباوي
الكاتب والمفكر ثروت الخرباوي من مواليد محافظة الشرقية عام 1957، بدأ حياته السياسية عضوًا في حزب الوفد ثم انضم لجماعة الإخوان، وأصبح أحد قياداتها، وساهم في النجاحات التي حققتها الجماعة في نقابة المحامين.
واختلف الخرباوي مع الإخوان عقب حبس مختار نوح الإخواني البارز في قضية النقابات المهنية التي حوكم عدد من الإخوان بمقتضاها أمام المحكمة العسكرية عام 2000 وترتب على خلاف الخرباوي مع الإخوان انفصاله عنها عام 2002، ليتفرغ الخرباوي لكتابة العديد من المقالات والكتب التي ينتقد فيها المنهج الحركي للإخوان.
وأصدر الخرباوي عدة مؤلفات هامة، منها قلب الإخوان.. محاكم تفتيش الجماعة، وسر المعبد.. الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين على جزئين، الأول يتناول الأحداث التي مرت بها نقابة المحامين المصرية أثناء سيطرة الإخوان عليها وما وصفه بالمؤامرات والدسائس التي كانت تتم داخلها.
فيما يضم الجزء الثاني رؤيته من الداخل لجماعة الإخوان المسلمين إضافة إلى ما وثائق ومستندات مهمة تدين الجماعة وأعضائها، ولديه أيضا كتاب بعنوان الدية والتعويض.. دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون، وكتاب أئمة الشر، وزمكان (رواية)، ومولانا الجوسقي.