هكذا فجر تليسكوب جيمس ويب الصراع بين الإسلاميين والعلم الحديث
منذ إعلان أول صورة للكون العميق بتفاصيل ووضوح غير مسبوقين لمجموعة من المجرات عمرها يزيد على ١٣ مليار سنة من خلال تليسكوب جيمس ويب العملاق، وهناك صراع على السوشيال ميديا أشعله أنصار التيارات الدينية من أجل إعطاء القضية بعدًا دينيًّا، وهو ما يفسد على الناس التعلم وفهم الأشياء بطريقة صحيحة.
أسوأ السيناريوهات
وجرّ الدين إلى مربع الخلاف والصراع واحد من أسوأ الصفات الملازمة للتيارات الدينية، في العلم والسياسة وكل شيء، ولهذا حذر من قبل ثروت الخرباوي، المفكر والباحث ممن أسماهم دعاة خلط الدين والسياسة، لافتًا إلى أن الخلط بينهما يؤدي إلى أسوأ السيناريوهات التي يمكن تخيلها.
وأضاف: “يا ويلنا من أولئك الذين خلطوا بين دعاة الدنيا والدين، إذ أدى هذا إلى أغرب الأشياء، فإذا كرهنا الرجل وأبغضناه كرهنا أفكاره، ورأينا السوء كله في إبداعاته، وإذا رفضنا أفكار الرجل رفضناه هو شخصيًّا”.
بين الفلسفة والدين
وتابع: كان الكندى وابن رشد وابن خلدون فلاسفة لا نظير لهم، ولكن أهل "النقل" والتقليد يكرهون علوم الفلسفة والكلام والمنطق والكيمياء، إذ فلنحرق كتب هؤلاء ولنتهمهم في دينهم.
واستكمل: ولأننا نحب الإسلام فإننا نحب من يجيد التحدث باسم الإسلام، ومع الأيام أصبحت هذه ثقافتنا الراسخة في ضمائرنا، فمارسناها في الدين والسياسة والاجتماع.
وأضاف: أصبح عالم الدين وكأنه هو الدين، فاحذر من أن تقترب منه نقدًا أو تعقيبًا أو تعييبًا، فلحوم العلماء مسمومة، ثم أصبح التراث كله "بعجره وبجره وأعلاه وأرقاه" دينًا، فإن اقتربت منه ناقدًا لا ناقلًا،فأنت في بحر الظلمات لا يجوز لك أن تقترب من التراث أصلًا، فمن أنت أيها المسكين؟
واختتم: يقولون هل ستفهم مثل العلماء أيها الفسل، أراك لم ترتد في حياتك عِمة ولا قفطانا حتى تنتقد التراث أسكت أحسن لك.
خلط الديني بالدنيوي
ويرى الكثير من الباحثين والمفكرين عدم جواز الخلط بين العمل الديني والبحثي والسياسي، ويؤكدون ضرورة أن يصبح الاختيار واضحًا، رجل الدين يعتلي المنبر الديني ولا يشتغل في السياسة أو بتفسير العلوم.
ويرفضون تبريرات الإسلام السياسي بأطيافه المختلفة، ويؤكدون أن خلط السياسي بالديني بالعلمي أحد الثوابت الاساسية للدولة الدينية وليس الدولة المدنية، ويطالب الخبراء بتنظيم العلاقة بين الدين والسياسة والعلم حتى تأتي في صالح استقرار المجتمع وليس العكس.