بسنت حميدة ونعمة سعيد.. وقليل من العدالة!
ولعل ما نراه من نماذج فردية موهوبة شقت طريقها الصعب نحو القمة وأفلتت من الروتين وأعداء النجاح وأبدعت حتى صارت ملء السمع والبصر في العالم كله.. وخلقت حالة أمل ووعي وقدمت قدوة حقيقية قادرة على بعث إرادة وهمة الأجيال، كما منحتنا سعادة وطاقة إيجابية هائلة وتفاؤلًا بالمستقبل؛ وهو ما يفسر لنا حرص الرئيس ودعوته لتبني المواهب المبدعة في شتى المجالات.
لقد حلّق المصريون في سماء السعادة حين رأوا فوز ابنة مصر العدّاءة بسنت حميدة بميداليتين ذهبيتين في ألعاب القوى ببطولة البحر المتوسط؛ وهو الأمر الذي تكرر مع نعمة سعيد التي لم تحظ بالتكريم ولا بالحفاوة الإعلامية المناسبة بكل أسف.. فأين العدالة يا سادة؟!
أليس أمثال هؤلاء النابغين هم من يرفعون اسم مصر عاليًا في المحافل الدولية.. ألسنا في حاجة دائمة لإحراز إنجازات وبطولات تستنهض الهمم وتشحذ العزائم وتقدم للعالم رسالة بأننا قادرون.. ألا يكفي فضيحة كرة القدم التي تميزنا فيها ثم تراجعنا كثيرًا حتى تجاوزتنا فرق ومنتخبات لم نكن نسمع عنها، ناهيك عما تعانيه منظومة الرياضة بصفة عامة من آفات ومتاعب لا تخفى جراء ما أصابها من عشوائية وسوء إدارة وإعلام رياضي فاسد يكرس التعصب ويغذيه..
ألم يحن الأوان للخروج بخطة إنقاذ وخريطة طريق لإصلاح منظومة شاخت وباتت على شفا هاوية بكل ما تشتمل عليه من اتحادات وأندية وحكام ولاعبين ومدربين وإعلام ونظام احتراف.. فمتى يتحقق الانضباط وتختفي الأهواء والشللية والنفعية وتضارب المصالح؟!