الحالمون وصناعة النجاح!
للمفكر الإيرلندي العظيم برنارد شو مقولات تنطوي على أفكار فلسفية عميقة؛ فالناجحون -في رأيه- يكتبون أحلامهم ويمنحون أنفسهم الفرصة والوقت حتى يحققوها؛ فكل شيء يبدأ في الخيال أولًا. ومن الأحلام تنطلق أي نجاحات كبرى، وأجمل ما في الأحلام أنها خيال يبني صروحًا من الأماني بلا حدود ولا معوقات وربما كانت الرؤية جانبًا من الإلهام؛ فالحالم قد يرى ما لا يراه اليقظان".
ولا عجب أن يقول أينشتاين صاحب نظرية النسبية إن التخيل أهم من المعرفة.. أما الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون فيقول "إن التخيل يشكّل العالم".. ولعل أهم ما في الأحلام أنها تبني الاستقرار والاتزان.. وعلى قدر الهمم تأتي الأحلام والأفكار.. فما أكثر الحالمين، وما أقل الذين يحققون أحلامهم التي لا تعدو مجرد أماني، لا تشرق شمسها أبدًا، بل ترحل مع أصحابها وتدفن معهم في قبورهم إلى أبد الآبدين.
صانع السعادة
أما الحالمون الحقيقيون من أصحاب الرؤية والعزم والموهبة فهم من يملكون القدرة على تغيير مسارات البشرية كلها؛ إيجابًا أو سلبًا.. فهم إما نعمة أو نقمة.. والحياة حلم.. فما أجمل أن يكون لك هدف وحلم تعيش من أجله، وتبذل كل جهد وعرق لتحقيقه. ومن أراد أن يكون له حلم فليطالع سير العظماء والعباقرة.. كيف نشأوا وكيف عاشوا وكيف حلموا وكيف وصلوا إلى حلمهم.. ولعل لاعبنا العالمي الفذ محمد صلاح نموذج قريب ومثالي لواحد منا، حقق حلمه بصبر ودأب حتى صار معشوق جماهير الكرة ليس في مصر وحدها بل في العالم كله، وهو الآن من أفضل 5 لاعبين في العالم.
صلاح لم يتوقف عن السعي وراء حلمه منذ كان لاعبًا مبتدئًا في صفوف المقاولين العرب، إلى أن لفت أنظار كشافة الدوري الأوربي الذي احتضنه ووفر له مناخ النجاح والنجومية حتى صنع اسمًا عالميًا يشار له بالبنان ويعرفه القاصي والداني باسم مو صلاح أو الفرعون المصري صانع السعادة وباعث الطاقة الإيجابية في نفوس محبيه هنا وخارج هنا.. ولا ينكر أحد أن الشعب المصري صار أكثر اهتمامًا وحرصًا على متابعة الدوري الإنجليزي بفضل انخراط صلاح في صفوف ليفربول الذي ذاق بفضل لاعبنا الدولي طعم النجاح وصعد لمنصات التتويج بعد غياب دام لما يقرب من 19 عامًا.
ما أحدثه محمد صلاح من إنجازات وتأثيرات داخل الملعب وخارجه كان مدويًا؛ لدرجة أن جامعة استانفورد قالت إنه منذ انضمام صلاح لليفربول عام 2017 انخفضت جرائم الكراهية في المنطقة بنسبة 19% وتراجعت التعليقات المسيئة للمسلمين عبر الإنترنت بمعدل 50%؛ الأمر الذي دعا الأزهر الشريف للقول إن هذا اللاعب الخلوق الفذ استطاع تغيير صورة الإسلام للأفضل.. فهل تعلمون أن محمد هو الاسم الأكثر تسمية بين المواليد في بريطانيا عام 2022.