على عكس بداية أزمة أوكرانيا.. سر تبرؤ روسيا من التهديد باستخدام النووي ضد الغرب
على عكس بداية الأزمة الأوكرانية، يبدو واضحا أن روسيا تحاول التبرؤ تماما من التهديد بإشعال حرب نووية، وترمي الكرة في ملعب الغرب مثلما جاء على لسان الخارجية الروسية قبل أيام، إذ اعتبرت أن أمريكا وحلفاءها وبعد أن تسببوا ـ حسب رأيها ـ في تفاقم الأزمة الأوكرانية يتأرجحون اليوم بشكل خطير للتسويق لمواجهة عسكرية مفتوحة وإشعال صراعًا مسلحًا مباشرًا للقوى النووية".
ويمكن القول ان هذا التأرجح في المواقف من استخدام النووي والتلويح بحرب تقيم «قيامة العالم» يؤكد أن النووي ليس أمرًا عبثيا، ولا أمريكا أو روسيا جاهزة للمخاطرة بالانزلاق إلى حرب من هذا النوع والتلويح بحرب من هذا النوع كان ولايزال مجرد استعراض للقوة وتأكيد على المكانة والجاهزية.
إرث الحرب الباردة
وتقول ماريا معلوف، الباحثة في العلوم السياسية، أن الحرب الباردة الطويلة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي أدت إلى ظهور خبراء جرى تسميتهم بالاستراتيجيين النوويين، وكانت فكرتهم الأساسية الإبقاء على حالة من الردع النووي بين أمريكا والاتحاد السوفييتي سابقًا ووريثته روسيا.
واضافت: الردع النووي يقوم على فكرة أن كلا من روسيا والولايات المتحدة يمتلكان أعدادًا ضخمة من الأسلحة النووية، والتي بمقدورها أن تدمر كل دولة الأخرى بالكامل، مردفة: هذا الردع النووي لا يزال قائمًا وموجودًا ما بين روسيا والولايات المتحدة، لأن في ذلك سياسة تلتزمها أي حكومة روسية، وأيضا هي سياسة تلتزمها أيًا كانت الإدارة الأمريكية، سواء ديمقراطية أو جمهورية.
واستكملت: أي قائد جديد لروسيا أو لأمريكا يؤكد عند وصوله إلى قمة السلطة التنفيذية، أن بلاده ملتزمة بسياسة الردع النووية، مع تعهده أيضا بتقوية دفاعات بلاده من أجل "إحلال السلام وتجنب مخاطر الحرب سواء كانت بالسلاح النووي أو التقليدي".
واختتمت: إذا كانت سياسة الردع النووي ترسم الاستراتيجية الخاصة بالأسلحة النووية في أي دولة، فالأمر الهام هو أن سياسة استخدام الأسلحة النووية هي سياسة غير متهورة وتتسم بكثير من التحفظ، وكلامن بايدن وبوتين يفهمان أن الحرب النووية لا يمكن كسبها ولا يجب خوضها أبدًا.
حرب عالمية ثالثة
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد أن إخراج روسيا من كل الأراضي الأوكرانية قد يقود لحرب عالمية وأضاف زيلينسكي: "أتفهم أنه من المستحيل إخراج روسيا من كل الأراضي الأوكرانية مشددا على أنه يريد التوصل لتسوية مع روسيا بشأن إقليم دونباس".
وتابع الرئيس الأوكراني: “الدمار في أوكرانيا أسوأ من الدمار الذي خلفته روسيا في حرب الشيشان، مشدد على أنه يريد تبادلا شاملا للأسرى مع روسيا قائلا: ”سلمنا لائحة بأسرانا للطرف الروسي".
وعلق زيلينسكي على مقترح نشر قوات حفظ سلام بين روسيا وأوكرانيا قائلًا: "لا نريد إبقاء أوكرانيا منطقة صراع دائمة، فالاتفاق مع روسيا ممكن فقط في حال سحبت قواتها من أوكرانيا".
وأردف: مستعدون لمناقشة حياد أوكرانيا وعدم تسلحها نوويا شرط وجود ضمانات أمنية، مشددًا على أن مزاعم امتلاك أوكرانيا أسلحة نووية أو كيميائية مزحة".
وفي وقت سابق أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن خيبة أمله بعدم تسلم بلاده طائرات ميج 29 البولندية، قائلًا: "أشعر بخيبة أمل لأن أوكرانيا لم تتسلم طائرات ميج 29 البولندية".
وقال: "إذا لم تتسلم أوكرانيا طائرات فقد تهدد روسيا جيرانها"، مضيفًا: "من المستحيل إنقاذ ماريوبول بدون دبابات وطائرات إضافية".
مساعدات عسكرية غير محدودة
يذكر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب من حلف شمال الأطلسي "الناتو" مساعداتٍ عسكريةً غير محدودة؛ لكي تتمكَّن من مواجهة الجيش الروسي الذي تصده أوكرانيا حاليًا في ظروف غير متكافئة"، متهمًا موسكو باستخدام "قنابلَ فوسفورية" في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي، في مقطع فيديو نُشر على حسابه على "تليجرام" خلال اجتماع قادة دول أعضاء الناتو في قمة الماضية ببروكسل: "من أجل إنقاذ الناس ومدننا، أوكرانيا بحاجة إلى مساعدة عسكرية بدون قيود.. مثلما روسيا تستخدم، بدون قيود، كل ترسانتها ضدنا".
قنابل فسفورية
واتهم الرئيس الأوكراني روسيا بأنها تستخدم "قنابل فوسفورية" في أوكرانيا بعد شهر على بداية العملية العسكرية الروسية في بلاده، وقال: " هناك قنابل فوسفورية.. قُتل بالغون وقُتل أطفال مجددًا، ودعا إلى تظاهرات حول العالم ضد العملية العسكرية الروسية في بلاده.
وطالب في تسجيل فيديو تحدث فيه بالإنجليزية، برفع الشعارات الأوكرانية دعمًا لبلاده ودعمًا للحرية وللحياة، وأضاف: "انزلوا إلى ساحاتكم.. إلى شوارعكم، أظهِروا أنفسكم واسمِعوا أصواتكم".