حادث حفظة القرآن!
تتشدد قوانين المرور حتى يتطلب قيادة سيارة تزيد على ١٧ راكبًا وتقل عن الـ ٢٦ رخصة قيادة درجة ثانية، بينما تتطلب قيادة حافلة تزيد في عددها عن هذا الرقم رخصة قيادة درجة أولى! سائق الأتوبيس المنكوب الذي راح ضحيته عدد من أطفالنا من حفظة القرآن وهم عائدون من رأس البر وأصيب آخرون بعد سقوطه في ترعة السلام يبلغ من العمر ١٨ عاما!
رخصة القيادة لا تمنح أصلا إلا بعد إتمام الـ ١٨ عاما بينما لا تمنح رخصة القيادة الثانية إلا بعد مرور عامين على الترخيص الأول وتتطلب رخصة الدرجة الأولي مرور ثلاث سنوات على الحصول على أول تصريح بالقيادة! وعلى فرض بلوغ السائق -المقبوض عليه حاليا- السن المذكور فكيف سمح له بقيادة سيارة تحتاج إلى الرخصة الأعلى؟! وكيف لم يلفت نظر أحد حتى أهالي الضحايا ممن وصلوا ابنائهم لمكان الانطلاق وسلموهم لمشرفي الرحلة؟!
هنا لنا عدة ملاحظات:
* أن احترام القوانين في مصر يحتاج إلى مراجعة شاملة أما الالتزام به فيحتاج إلى تشريعات أكثر حسما وحزما وردعا وإيلاما..
* التحقيق مع السائق لا يكفي.. بل يجب التحقيق مع أصحاب ومديري شركة السياحة أو الجمعية التي يتبعها السائق ضرورة وحتمية أيضا.
* ولو كنت من وزارات أو أجهزة الحكومة -السياحة أو الإدارة المحلية أو التضامن- لألغيت نهائيا رخصة الشركة أو الجمعية ذاتها كلها ونهائيا لتكون عبرة لأي جهة تتهاون في التعامل مع أرواح الناس!
* قوانين الله سبحانه وتعالى في كونه لا تتغير من أجل أحد.. وها هم أطفال أطهار أبرياء من حفظة كتاب الله العزيز الحكيم يغرقون ويستشهدون في رحلة لتكريمهم وبالتالي فعلينا في كل خطوات الحياة أن نأخذ بالأسباب وبالعلم وكما قلنا وبالقانون..
رحم الله الشهداء وألهم أهلهم كل الصبر ولا سامح الله من كان السبب في هذه الفجيعة..