زي النهاردة.. اغتيال غسان كنفاني أحد أشهر الكتاب والأدباء العرب
في مثل هذا اليوم من عام 1972 اغتيل غسان كنفاني، الأديب الفلسطيني، وأحد أشهر الكتاب والصحفيين العرب في القرن العشرين؛ إذ تجذرت أعماله الأدبية من روايات وقصص قصيرة في عمق الثقافة العربية والفلسطينية.
عن نشأته وحياته
أراد له والده أن يكون تاجرًا أو كاتبًا أو متعاطيًا لأي مهنة عادية ولكن طموح الابن أبى عليه إلا أن يتابع دراسته العليا فالتحق بمعهد الحقوق في القدس في ظروف غير عادية. وكان صفر اليدين من النقود مفلسا وحتى من التشجيع.
اتكل على جهده الشخصي لتأمين حياته ودراسته فكان تارة ينسخ المحاضرات لزملائه وتارة يبيع الزيت الذي يرسله له والده ويشتري بدل ذلك بعض الغاز والمأكل، ويشارك بعض الأسر في مسكنها، إلى أن تخرج كمحام.
عاد إلى عكا ليتزوج من امرأة من أسرة ميسورة ومعروفة ويشد رحاله للعمل في مدينة يافا حيث مجال العمل أرحب وليبني مستقبله هناك، وكافح هناك وزوجته إلى جانبه تشد أزره وتشاركه في السراء والضراء إذ كان يترافع في قضايا معظمها وطنية خاصة أثناء ثورات فلسطين واعتقل مرارا وكانت إحداها بإيعاز من الوكالة اليهودية.
تدوين مذكراته
كان من عادة غسان كنفاني تدوين مذكراته يومًا بيوم، وكانت هذه هي أعز ما يحتفظ به من متاع الحياة وينقلها معه حيثما حل أو ارتحل ليروي ذكريات كفاحه.
في أواخر عام 1955 التحق للتدريس في المعارف الكويتية وكانت شقيقته قد سبقته في ذلك بسنوات وكذلك شقيقه. وخلال فترة إقامته أقبل على القراءة، وهي التي شحنت حياته الفكرية إذ كان يقرأ بنهم لا يصدق.
كان يقول إنه لا يذكر يومًا نام فيه دون أن ينهي قراءة كتاب كامل أو ما لا يقل عن ستمائة صفحة وكان يقرأ ويستوعب بطريقة مدهشة.
في الكويت كتب أيضًا أولى قصصه القصيرة "القميص المسروق" التي نال عليها الجائزة الأولى في مسابقة أدبية ثم ظهرت عليه بوادر مرض السكري في الكويت أيضًا، وكانت شقيقته قد أصيبت به من قبل وفي نفس السن المبكرة مما زاده ارتباطًا بها
غسان الرائد
في أوائل ثورة 58 التي أوصلت عبد الكريم قاسم إلى حكم العراق، زار غسان بغداد ورأى بحسه الصادق انحراف النظام، فعاد وكتب عن ذلك بتوقيع «أبو العز» مهاجمًا النظام العراقي، فقامت قيامة الأنظمة ضده إلى أن ظهر لهم انحراف الحكم فعلا فكانوا أول من هنأه على ذلك مسجلين سبقه في كتاب خاص بذلك.
بعد أن استلم رئاسة تحرير جريدة «المحرر» اليومية استحدث صفحة للتعليقات السياسية الجادة وكان يحررها هو وآخرون. وقد استحدثت إحدى كبريات الصحف اليومية في بيروت صفحة مماثلة.
كان غسان كنفاني هو أول من كتب عن شعراء المقاومة ونشر لهم وتحدث عن أشعارهم وعن أزجالهم الشعبية في الفترات الأولى لتعريف العالم العربي على شعر المقاومة، إذ لم تخل مقالة كتبت عنهم من معلومات كتبها غسان وأصبحت محاضراته عنهم ومن ثم كتابه عن "شعراء الأرض المحتلة" مرجعًا مقررًا في عدد من الجامعات وكذلك مرجعا للدارسين.
ترجم له
ترجمت معظم أعمال غسان كنفاني ونشرت في حوالي 16 لغة في عشرين دولة مختلفة وتم إفراغ بعض رواياته في قالب مسرحي قدم في الإذاعات وعلى المسارح في كثير من الدول العربية والأجنبية، بين عامي 1983 و1986 تم اختيار أربع روايات وقصص صغيرة من أعمال كنفاني لنقلها إلى اللغة الألمانية.
اغتياله
اغتيل كنفاني في الثامن من يوليو عام 1972 في بيروت بعد انفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارته، ووارى الثرى في مقبرة الشهداء (بيروت).