رئيس التحرير
عصام كامل

طبيخ التليفزيون!

ليست المرة الأولى التى يوجه فيها الرئيس السيسي نقدا للإعلام.. حدث ذلك من قبل عديدا.. ولذلك أرجو أن يلقى هذا النقد الجديد  تفهما صحيحا من القائمين على إدارة الإعلام.. فإن الرئيس عندما انتقد  الإسراف في برامج الطبخ فى التليفزيون كان ينتقد في ذات الوقت أولويات التليفزيون والإعلام كله.. 

انتقاد رئاسي

 

وهذا ما يتعين أن يكون واضحا حتى نستفيد من نقد الرئيس السيسى، خاصة وأنه عبر عما يقوله مشاهدون كثيرون عن برامج الطبخ التى مهدت لبزنس كبير ومربح لمن يقدمونها، والتى تقدم أكلات مكلفة فى بعض الأحيان ليست فى مقدور أصحاب الدخول المحدودة بل والمتوسطة أيضا في ظل التضخم الذى داهمنا مؤخرا وأفضى إلى تآكل الدخول الحقيقية لهم. 


بعد هذا الانتقاد الرئاسى المتوقع ألا يقتصر على تقليل عدد برامج الطبخ اليومى في التليفزيون، وإنما ينبغى أن يتسع لمراجعة كل ما يقدمه التليفزيون، بل ما تقدمه كل وسائل إعلامنا كلها من تليفزيون وصحافة ورقية وإلكترونية أيضا.. نحن نحتاج لمراجعة شاملة لأولويات إعلامنا بكل وسائله وأدواته المختلفة.. وإذا كنا قد شرعنا في حوار وطني يستهدف كما قال المنسق العام له الأستاذ ضياء رشوان مراجعة أولويات العمل الوطني فإن مراجعة أولويات اعلامنا يصير هنا أمرا بديهيا ليتسق ذلك مع ما يستهدفه الحوار الوطني.

 
إن لدينا بمقتضى الدستور ثلاث هيئات إعلامية وصحفية مهمة.. الأولى هى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ومهمته الأساسية بعد منح التراخيص لإصدار صحف أو مواقع الكترونية أو قنوات تلفزيونية متابعة الأداء الإعلامى ومحاسبة من يتجاوز عن القواعد المهنية.. والثانية الهيئة الوطنية للصحافة لإدارةَ الصحافة القومية.. أما الثالثة فهو الهيئة الوطنية للإعلام لإدارةَ التليفزيون المصرى (ماسبيرو).. 

 

 

ولكن ليس لدينا من يرسم السياسة الإعلامية، والتى يتم من خلالها تحديد ماذا يقدم إعلاميا للمشاهدين والمستمعين والقراء، وكيف يقدم، وأولويات إعلامنا.. وهذا ما يتعين الاهتمام ببحثه ودراسته بشكل مستفيض، خاصة وأنه سبق لنا أن أعددنا وزارة الإعلام لتقوم بتلك المهام ولم تحقق ما كنا ننشده ونتطلع إليه.. وربما نستفيد من الحوار الوطني الذى انطلق أمس في الوصول إلى حلول لهذا الأمر.   

الجريدة الرسمية