الحكومة والأزمة الاقتصادية!
عندما تخوض بلد حربا تهتم قيادة قواتها المسلحة أن تصدر بيانات عسكرية متوالية تعلم المواطنين بتطورات القتال الذي يدور في الجبهة.. هذا ما يفعله الروس والأوكرانيون الآن، وسبق لنا أن فعلناه في حرب أكتوبر.. والآن نحن نخوض قتالا اقتصاديا يحتاج منا أن نفعل ما فعلناه من قبل ونحن نخوض قتالا عسكريا.. أى إعلام المواطنين بشكل دائم ومستمر بتطورات هذا القتال وعدم تركهم نهبا لكل مايقال هنا وهناك، وبعضه لاصحابه دوافع وأهداف خاصة ليس من بينها إعلام المواطنين بحقيقة أوضاع اقتصادنا وتطورات الأزمة الاقتصادية الحادة التى نواجهها.
لقد طلب الرئيس السيسي من الحكومة أن تعقد مؤتمرا صحفيا تتحدث فيه عن تلك الأزمة الاقتصادية وخططها لمواجهتها وتجاورها.. وقد حدث واستجابت الحكومة لذلك.. غير أن هذا حدث منذ أسابيع مضت تحدث فيها كثيرون عن هذه الأزمة وتداعياتها، والحكومة لا تتحدث ولا تحيط المواطنين علما بالتطورات الجديدة وأيضًا بالتداعيات الجديدة للأزمة، بينما يحمل لنا كل يوم جديدا حول هذه الأزمة، سواء عالميا أو اقليميا أو داخليا.
مواجهة الأزمة الاقتصادية
صحيح أن تصريحات السادة الوزراء لا تتوقف كل في مجال ونطاق عمله وتخصصه إلا أن ذلك لا يوفر للمواطنين ما يحتاجونه من معلومات كافية حول تطورات تلك الأزمة الاقتصادية وتداعياتها وسبل مواجهتها.. لا أحد يعرف لماذا لم تتم السيطرة على التضخم رغم الإجراءات والسياسات التي اتخذتها الحكومة والبنك المركزي في هذا الصدد.. ولا أحد يعرف كيف ستدبر الحكومة الفجوة التمويلية في النقد الاجنبى بعد أن خرجت الأموال الساخنة من أسواقنا ولا تلوح في الأفق ما يشير إلى إمكانية استعادتها أو استعادة قدر منها..
ولا أحد يعرف حجم وقيمة الاستثمارات الخاصة والأجنبية التى من المتوقع جذبها فيما تبقى من هذا العام.. ولا أحد يعرف أيضا ما إنتهت إليه عملية مراجعة الأولويات التى قامت بها الحكومة للعمل الاقتصادى.. ولا أحد يعرف كذلك إلى أين وصلت المفاوضات مع صندوق النقد الدولى وما هو البرنامج الذى سوف نلتزم به أمام الصندوق للحصول على قرض جديد منه نستخدمه في سد الفجوة التمويلية في النقد الاجنبى.. وذات الشىء لا أحد يعرف إلى أين وصلت مشاوراتنا مع الأشقاء العرب لتحويل ودائعهم في البنك المركزى إلى استثمارات مباشرة..
وليس سليما بالمرةَ كما يرى بعض المسئولين عدم إرهاق المواطن العادى بكل مثل هذه الأمور لآن إعلامه بكل شىء هو السبيل الوحيد لطمأنته على أننا سوف نتجاوز تلك الأزمة الاقتصادية.