السادات طلب فصله.. 8 سنوات على رحيل صلاح قبضايا شيخ المحررين العسكريين.. ومؤسس أول صحيفة معارضة
بعد حياة طويلة حافلة بالعمل الصحفي رحل في مثل هذا اليوم عام 2014، الكاتب الصحفى الكبير الدكتور صلاح قبضايا، عميد المراسلين العسكريين، والخبير العسكري، الذى شارك من خلال عمله في حروب عديدة منها حرب اليمن ونكسة 67 ومعارك الجبهة الأردنية وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة.
اسمه محمد صلاح الدين قبضايا، إلا أنه اشتهر في الوسط الصحفي باسم صلاح قبضايا، من مواليد عام 1936 في بورسعيد، وتخرج في كلية الآداب قسم الصحافة في آخر دفعاتها 1961.
تربى على المقاومة الشعبية وشجاعة الفدائيين ضد الإنجليز وغارات الألمان في بورسعيد وشارك في المقاومة شابًا، حتى تنامت عنده روح القتال وكراهية المحتل، وظهر ذلك من خلال تحقيقاته الصحفية من بورسعيد التي نُشرت بجريدة الأخبار، وهو ما زال طالبًا.
مراسل عسكري
وبترشيح من الكاتب الراحل مصطفى أمين، التحق قبضايا بدار أخبار اليوم كمراسل عسكري لها في أوائل الستينيات، وظل اسمه ملازمًا لجريدة الأخبار لفترة من الزمن؛ حيث شارك كمراسل عسكري في عدد من الحروب، وأُصيب في حرب اليمن، ويعد كتابُه "الساعة 1405" أول كتاب عن حرب أكتوبر 1973، وأهم المراجع عنها.
جريدة الأحرار
ساهم صلاح قبضايا في تأسيس أول جريدة معارضة في مصر منذ ثورة يوليو 1952 باسم جريدة الأحرارعام 1977 ليصبح أول رئيس تحرير لها، وواجه صعوبات وتحديات كبيرة في اختيار محررين للصحيفة المعارضة، واضطر لتشغيل جيل جديد من شباب الخريجين صاروا نجومًا فيما بعد.
رسالة الدكتوراه
وبسبب انفرادات الجريدة الصحفية أوقفها الرئيس السادات عام 1978، واشترط لعودتها تغيير اسم قبضايا برئيس تحرير آخر، واستبعد من منصبه، وعاد إلى الأخبار ليعد رسالته للدكتوراه عن التغطية البرلمانية بالصحف الحزبية في صحف قبل ثورة يوليو مقارنة بالتغطية بعدها من خلال صحف الأحرار والأهالى وجريدة مصر.
عودة إلى الأحرار
سافر للعمل أستاذا للصحافة بالسعودية سنوات ثم انتقل الى لندن لإصدار جريدة "المسلمون" اللندنية الصادرة عن الشركة السعودية للأبحاث والنشر التي رأس تحريرها أربع سنوات.. عاد إلى القاهرة أوائل التسعينيات، وقام بالتدريس في أكاديمية أخبار اليوم وكتابة المقالات في الصحف، وفى عام 1996 عاد إلى رئاسة تحرير جريدة الأحرار حتى عام 2009.
في عام 2012، أصدر صلاح قبضايا جريدة "المسلمون المصرية" كجريدة دينية تنويرية تخاطب المصريين بلغة العصر.
كانت له العديد من المواقف السياسية من أشهرها رفضه التصالح مع جماعة الإخوان المسلمين حيث أكد أن أسلوب الإخوان في العمل هو أسلوب للعمل السري يشبه الماسونية، وأضاف أن التنظيمات السرية غير ثابتة على موقف واحد، ومنها حزب النور الذي يفتعل الأزمات للبقاء داخل دائرة الضوء.
وكان له موقف آخر من قانون الطوارئ حيث رأى أن حالة الطوارئ التي فرضتها حكومة الببلاوي على خلفية فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة تختلف عن الطوارئ التي فرضتها حكومة قنديل السابقة عندما كان مرسي رئيسًا، وحظر التجوال جاء بعد التعامل الفعلي الجاد مع اعتصامي رابعة والنهضة، وكان طبيعيًّا أن يلتزم الناس به.
مقالات "فيتو"
فى سنواته الأخيرة قام صلاح قبضايا بكتابة مقال أسبوعي في جريدة "فيتو"، منذ العدد الأول حتى العدد 122 تحت عنوان "حكايات" حيث كتب آخر مقال، وهو على فراش المرض، تحت عنوان (التزام الإعلام ضرورة مرحلية)، وكان قد أملاه على السيدة زوجته لينشره فى ميعاده ويرحل فى مثل هذا اليوم عام 2014.
عاش الدكتور صلاح قبضايا مشواره الصحفي نموذجًا للصحفى الدؤوب المحب للمخاطر فى سبيل الحصول على "الخبطة الصحفية" الناجحة؛ فعاش حياته الأولى في ميادين القتال، وفي أحضان المدافع مراسلًا عسكريًّا لجريدة الأخبار ليستمر مراسلًا خلال عدة حروب حتى أصبح شيخ وعمدة المراسلين العسكريين.
حدث فى أكتوبر
سجل صلاح قبضايا شهاداته العسكرية في 8 مؤلفات، وكان أول إصدار كتابه عن حرب أكتوبر "حدث فى أكتوبر"، ثم كان كتابه الثاني "الساعة 1405" يقول فيه: “هى الساعة التى انطلقت فيها أول طلقة فى أول حرب هجومية على إسرائيل والتى سبقتها عمليات خداعية متكاملة مهَّدت لهزيمة إسرائيل”، كتابه الثالث بعنوان "الخديعة" والرابع "مشاهد من الضربة الجوية".
قام الدكتور صلاح قبضايا بتدوين تجربته مع جريدة الأحرار في كتابه “صحفى ضد الحكومة”، وكانت آخر مؤلفاته "اعترافات صحفية" الذى أصدرته السيدة زوجته بعد رحيله، ويضم مجموعة من مقالاته واعترافاته الصحفية الشيقة.