صحفي على خط النار.. صلاح قبضايا الشجاع الذي عايش 3 حروب من أرض المعركة
أشهر مراسل حربي فى الخمسين سنة الأخيرة، كاتب سياسي وأول رئيس تحرير لصحيفة معارضة بعد الثورة، الكاتب الصحفي الدكتور محمد صلاح الدين قبضايا الشهير بـصلاح قبضايا الذى لُقب بعميد المراسلين العسكريين.
فى مثل هذا اليوم 25 فبراير 1936 وُلد الدكتور صلاح قبضايا بمدينة بورسعيد، وتخرج في كلية الآداب فى أول دفعة من قسم الصحافة بالكلية عام 1961، كما حصل على الدكتوراة من كلية الإعلام جامعة القاهرة عن دراسة مقارنة للتغطية البرلمانية فى الصحف قبل وبعد ثورة يوليو.
البداية فى الأخبار
عشق الصحافة وبدأها بكتابة مشاهداته عن أبناء بورسعيد الباسلة بعد العدوان الثلاثى وأرسلها إلى الكاتب الراحل مصطفى أمين الذى اعتبره قدوته وكان شديد الإعجاب به، رغبة منه فى نشر كتاباته بجريدة الأخبار، وبالفعل تم نشرها وصنع منها مانشيتات وعناوين وانفرادات كانت حديث الصحافة فى نهاية الخمسينيات، ليدخل الصحافة من أوسع أبوابها فى مدرسة أخبار اليوم.
الإصابة فى حرب اليمن
اختير صلاح قبضايا محررًا عسكريًّا بجريدة الأخبار، وكانت أولى جولاته فى الستينيات لتغطية حرب اليمن حتى أصيب أثناء تغطيته إصابة بالغة فى كتفه الأيسر الذى استقر فيه ثلاث رصاصات، وكرَّمه مصطفى وعلي أمين بمنحه مكافأة 250 جنيهًا تقديرًا لشجاعته وتواجده فى المواقع الحربية الخطرة باليمن، ولما عاد اشترى شبكة خطوبته لعروسه السيدة نبيلة بدران بفلوس المكافأة.
وكانت المحطة الثانية فى حرب يونيو 1967 وحرب الاستنزاف حتى حرب أكتوبر 1973 وهو مقاتل برتبة صحفي، عاش لحظة بلحظة الحروب، وتميز بالجرأة فى تغطيته للأحداث، فأصبح عميدًا للمراسلين الحربيين.
سجل صلاح قبضايا شهادته على حرب أكتوبر 73 فى أول إصدار يسجل أحداث الحرب فوضع كتابه (مشاهد الضربة الجوبة) الذى يتناول مراحل الاستعداد للطلعة الجوية الاولى فى الحرب، ثم كتابه (الساعة 1405) يقول فيه: هى الساعة التى انطلقت فيها أول طلقة فى أول حرب هجومية على إسرائيل والتى سبقتها عمليات خداعية مهدت لهزيمة إسرائيل.
قام صلاح قبضايا بتأسيس جريدة "الأحرار" عام 1977 الصادرة عن حزب الاحرار كأول جريدة معارضة في مصر، وواجه صعوبات وتحديات كبيرة في اختيار محررين للصحيفة المعارضة، واضطر لتشغيل جيل جديد من شباب الخريجين صاروا نجوما فيما بعد، كما واجه صعوبة فى الإصدار بسبب القضايا التى قام بإثارتها مثل شقق المحافظة وبيع السينما وهضبة الأهرام فتم إغلاق الأحرار.
من مؤلفات الدكتور صلاح قبضايا كتاب: صحفى ضد الحكومة، سقوط بغداد، الخديعة، مغامرات سى السيد، شاهد على الحزب الوطنى وآخرها كتابه اعترافات صحفية.
وسافر إلى السعودية حيث قام بتدريس مادة الصحافة ومنها إلى العمل فى مؤسسة الشرق الأوسط للصحافة رئيسا لتحرير جريدة "المسلمون" وإصدارها من لندن لمدة ثلاث سنوات كأول جريدة تنويرية إسلامية، ثم أعاد إصدارها فى مصر بعد ثورة 25 يناير من القاهرة، كما أصدر جريدة الصباحية كجريدة خفيفة سهلة وسريعة ونجحت نجاحا كبيرا.
وفي 1996 عاد قبضايا لرئاسة تحرير الأحرار مرة أخرى، واستمر أسلوبه الصحفي الرشيق المعارض، ومعاركه حتى تركها بإرادته عام 2009، ليتجه إلى التدريس في أكاديمية أخبار اليوم، وفى يناير 2012 ومع إصدار جريدة "فيتو" بدأ صلاح قبضايا كتابة المقال فيها، واستمر كاتبًا حتى أصابه المرض، ورحل عن عالمنا عام 2014.
نهاية المشوار الصحفى
وفي يوليو من عام 2014، هزم قبضايا في معركته الأخيرة مع المرض ليلقى ربه، وخرجت صحف مصر تحمل نعيه في خبر كان عنوانه "وفاة عميد المحررين العسكريين".