ذكرى قانون تأميم الصحافة.. لماذا فكر صلاح قبضايا إقامة سرداق عزاء بعمر مكرم بصورة مرسي
في مايو عام 2013 وفى ذكرى صدور قانون تأميم الصحافة كتب الكاتب الصحفي صلاح قبضايا فى جريدة فيتو مقالا ينتقد فيه القانون الذي سمى بقانون تنظيم الصحافة قال فيه: في مثل هذا اليوم عام 1960 من القرن الماضي صدر قرار تأميم الصحافة ، وهو الحدث الذي شكل علامة فارقة في تاريخ الصحافة المصرية، ولا يزال رغم مرور كل تلك السنوات، مثار ارتباك في منظومة الإعلام المصري، بسبب تعارضه مع الحريات العامة المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وحق المواطن في المعرفة والتعبير عن رأيه.
وقد راودتني فكرة ساذجة تقضي باستئجار قاعة المناسبات في جامع عمر مكرم لنحيي فيها ذكرى تأميم الصحافة، على أن نضع عند مدخل القاعة صورة حديثة للدكتور محمد مرسي العياط باعتباره أحدث المستفيدين ـ في ذلك الوقت ـ من هذا القانون المشئوم.
اسم مستتر
وجاء التأميم باسم مستتر "قانون تنظيم الصحافة " وقبله كانت الصحافة ملكا لشركات تضم أفرادا من المجتمع المدنى، وبعده أصبحت ملكا لرئيس الدولة يتصرف فيها تصرف المالك فيما يملك، وهذا ما واجهت به الدكتور محمد مرسي داخل مقر الرئاسة في مصر الجديدة، يوم وجه الدعوة لبعض الصحفيين والكتاب ليناقش معهم حرية الإعلام.. وكان من المدعوين الصديق والزميل عصام كامل رئيس تحرير جريدة "فيتو" الذي أسعده الحظ بعدم المشاركة حيث كان يومها في العاصمة الأمريكية واشنطن.
ملكية الشعب
قلت لمرسي إن تأميم الصحافة نقل ملكيتها إلى رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر بدعوى أن ملكيتها تكون للشعب ممثلا في الاتحاد الاشتراكي.. وتحت هذا الستار الشفاف كان الرئيس يعين رؤساء التحرير ورؤساء مجالس الإدارات ويصدر القرار باسم الاتحاد الاشتراكي.
احترام القانون وتنفيذه
وانتقلت الملكية بعد ذلك عن طريق الميراث غير الشرعي إلى أنور السادات الذي كان يعزل ويعين القائمين على تلك الصحف بقرارات يبصم عليها مجلس الشورى الذي ينتحل صفة تمثيل شعب مصر.. وتكررت المسرحية بنفس النص مع حسنى مبارك.. وقلت لمرسى إننا نأمل ألا يتكرر ذلك مع رئيس جمهورية آخر، قلت له ذلك بتفاصيله، وكان يستمع لما أقول دون أن يبدى أي رد فعل، ثم علق على ما قلته بعبارة مختصرة قال فيها "إنه مقيد بقانون قائم وإنه ملتزم باحترام هذا القانون وتنفيذه".
وكان هذا يعنى أنه يتمسك بملكيته الشخصية للمؤسسات الصحفية المؤممة وأنه سيسير على نهج من سبقوه.. وهذا ما يراه بعض الزملاء الذين حضروا معنا هذا اللقاء ومنهم مجدي الجلاد وياسر رزق وغيرهما.
الذكرى الأليمة
وما جرى في 24 مايو عام 1960 من القرن الماضى وما جرى منذ أسابيع في مصر الجديدة جعلني أفكر في إحياء هذه الذكرى الأليمة في جامع عمر مكرم لنترحم جميعا على حرية المؤسسات الصحفية التي انتهكت واغتصبت منذ أكثر من نصف قرن ــ ولا تزال تغتصب ــ بمعاونة مجلس الشورى وأهل السمع والطاعة، والجميع مدعوون لمشاركتنا العزاء.