رئيس التحرير
عصام كامل

وقال الشعب كلمته: لا للإخوان إلى الأبد!

لم تكن ثورة 30 يوينو مجرد لحظة فارقة خارج حدود التوقع أو حدث استثنائي خارج حدود الزمان والمكان بل كانت إرادة شعب انحاز إليه جيشه وقواه السياسية ضد حكم عصابة الإخوان. وقد رأينا كيف تبلورت حركة تمرد كفكرة في أذهان شبان ثلاثة هم محمود بدر، ومحمد عبد العزيز، وحسن شاهين الذي اقتبس اسمها من عنوان مجلة سورية تصدر بهذا الاسم.. لتصير حركة تلقفتها الجماهير وتجاوبت معها بصورة مدهشة في أجواء ضبابية تخاذلت فيها ما سمِّي ب جبهة الإنقاذ الموجودة حينئذٍ.

 

وقد استلهم الشبان الثلاثة فكرة جمع التوكيلات أو التوقيعات من ثورة 1919 وقد تحقق لهم ما أرادوا بفضل وعي المصريين وهمتهم وقوة عزيمتهم وصدق وطنيتهم. أما صاحب فكرة مظاهرات 30 يونيو فهو الشاب مصطفى السويسي، وقد تواصل الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، رحمه الله، مع قادة تمرد في 20 يونيو 2013، منبهًا إياهم لأهمية دعم الجيش لدعوتهم حتى يكتب لها النجاح. 

 

أوهام الإخوان

كما اقترح الفريق عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع أيامها في 22 يونيو 2013 على مرسي الاستفتاء على إجراء انتخابات مبكرة وهو ما رفضه العياط مهونًا من شأن الأزمة التي كانت تغلي لحد الفوران، وتهدد بالتهام الأخضر واليابس، ما دفع وزارة الدفاع الأمريكية -البنتاجون- وقتها لأن تطلب من السيسي وصبحي أن يبقى الجيش قوة لتحقيق التهدئة والاستقرار.


وللتاريخ فإن بيان القوات المسلحة الذي أحاط بما كان يحدث في البلاد وقتها في ظل حكم الإخوان أسهم في زيادة الموقعين على استمارة تمرد حتى تجاوزت أعدادهم 22 مليونًا قبل نهاية يونيو 2013.. ولا ننسى يوم التقى السيسي بمرسي ظهر السادس والعشرين من الشهر ذاته ولمدة ساعتين، طالبًا منه أن يكون روح الخطاب الرئاسي تصالحيًا لكنه-أي مرسي- رفض، كما أبى الاستفتاء على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بل إنه قال لوزير الداخلية وقتها اللواء محمد إبراهيم وتحديدًا فجر الثلاثين من يونيو إن نجاح 30 يونيو من رابع المستحيلات.. مضيفًا: وسوف أحاسبكم.


وفي اليوم ذاته ورغبة منه في التهدئة عرض السيسي الذي كان أمينًا في موقعه الصور التي التقطتها الطائرات الحربية للمظاهرات الحاشدة في شوارع مصر وميادينها.. فما كان من مرسي إلا أن ادعى أن المظاهرات المؤيدة له أكبر، وهو الكلام ذاته الذي قاله لأمريكا.. 

 

 

ورغم كل ذلك فلم تمنع قيادة القوات المسلحة إذاعة خطاب مرسي في 2 يوليو وهو خطاب في مجمله كان مهزلة بكل المقاييس؛ ذلك أن الأخير هاجم فيه كل قوى الشعب بأقذع الأوصاف، وكانت النتيجة وبالًا عليه، فلم يرض بما قاله أحد، حتى أمريكا ذاتها، بل تفاقم الغضب الشعبي وخرج عن حدود السيطرة حتى كان ما كان وانتهى حكم الإخوان. الذي أرجو ألا تعود هذه الجماعة المارقة تحت أي مسمى أو ظرف من الظروف فالشعب المصري قال كلمته بحسب ووضوح  لا.. لا  للإخوان إلى الأبد.

الجريدة الرسمية