ثورتان.. أعتز بهما جدًا!
أعتز بثورة 30 يونيو اعتزازي بشقيقتها الكبرى ثورة يوليو 1952.. فالأولى نقطة تحول فارقة صححت مسار تاريخنا القريب واستعادت هوية دولتنا في يوم مجيد انتصر للمستقبل واستنقذ فرص الحياة الآمنة الكريمة للأجيال الجديدة من براثن الفوضى وجحافل الإرهاب.. أما الأخرى فقد مكنت المصريين، ونحن منهم بالطبع، من الالتحاق بالتعليم المجاني وجنى ثمرات العدالة الاجتماعية في تملك الأراضي الزراعية ليصبح الموطنون ملاكًا لها بعد أن كانوا أجراء فيها لا قرار لهم ولا اختيار بل كان أكثرهم يعمل طيلة الوقت لقاء أجر زهيد ومشقة بالغة ومذلة..
وقد تخرج في تلك المنظومة التعليمية عظماء أمثال العالم الفذ أحمد زويل وفاروق الباز ومصطفى مشرفة وغيرهم ممن لا يتسع المقام لذكرهم. 30 يونيو ثورة شعبية كاملة الأركان ونقطة فارقة بين الفوضى والاستقرار.. بين الهدم والبناء.. بين الفتنة والاحتراب الأهلى الذي كنا على شفا حفرة منه وبين المضي قدمًا نحو مستقبل أفضل بجهد المصريين واتحادهم جميعًا على قلب رجل واحد بعد أحداث 25 يناير العاصفة، ومؤامراتها الخبيثة التي أريد بها هدم مصر وإضعافها، وإخراجها من محيطها العربي المتردي والإقليمي المضطرب لتمرير مشروعات التقسيم والفوضى الخلاقة التي بشَّرت بها وزيرة خارجية أمريكا كوندوليزا رايس في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
في ذكراها التاسعة التي تتجدد ينبغي لنا أن نتذكر إنجازات ثورة 30 يونيو التي عبرت عن إرادة ملايين المصريين الذين خرجوا للشوارع رفضًا لاستمرار حكم جماعة الإخوان التي فشلت في إدارة البلاد واحتواء أطياف الشعب وفئاته وقواه الحية بل سعت لإقصاء الجميع وفرض الهيمنة والتكويش على مفاصل الدولة ومناصبها ووظائفها كافة.