رئيس التحرير
عصام كامل

حمام الملاطيلي.. فيلم هز مصر بسبب مشاهده المخلة.. وهذا ما قالته شمس البارودي قبل التوبة

محمد العربى وشمس
محمد العربى وشمس البارودى

في مثل هذا اليوم 2 يوليو 1973 عرض الفيلم المصرى حمام الملاطيلى بالعاصمة العراقية بغداد وحقق إقبالا كبيرا، إلا أنه حينما عاد الفيلم إلى مصر رفضت الرقابة عرضه بل قامت بحذف ثلثى أحداث الفيلم ورغم ذلك لم توافق الرقابة على العرض، بحجة تضمينه أيضا مشاهد جنسية مخلة وترويجه لفكرة المثلية، تشكلت لجنة لمناقشة الفيلم وتوصلت الى حذف مشاهد أخرى وافق عليها المخرج صلاح أبو سيف وحتى الآن لم يعرض الفيلم بالتليفزيون.

 

والفيلم عن قصة الكاتب إسماعيل ولى الدين وكتب له السيناريو محسن زايد وصلاح أبو سيف الذي أخرج الفيلم أيضا.

 
وكتبت الصحافة تقول:إن "حمام الملاطيلى" نقطة سوداء" فى تاريخ بطلته النجمة المعتزلة شمس البارودى فرغم ابتعادها عن الأضواء وارتدائها الحجاب منذ سنوات إلا أن هذا الفيلم مازال يطاردها، واعترفت فى احدى لقاءاتها أنها لا تحب ذكر اسم هذا الفيلم مطلقا وأسقطته من ذاكرتها وأرشيفها الفنى حيث قدمته عندما كانت صغيرة لم تتعد العشرين عاما ومنبهرة بالفن والشهرة والأضواء وكان جيلها يرتدى المايوه وتشعر بالحزن على تقديمه.

وتعد قصة الفيلم من أوائل الروايات التى ناقش فيها السيناريست محسن زايد، حياة مثليى الجنس عن قرب، متمثلة فى شخصية الرسام الذى يجسد دوره الفنان يوسف شعبان، واحتوى الفيلم على مشاهد عارية داخل الحمام الشعبى، وبعض القبلات الساخنة والإيماءات التى تعبر عن إعجاب الرجال بالرجال.

أحداث الفيلم 

تبدأ أحداث الفيلم بوصول الشاب أحمد (محمد العربى) إلى القاهرة مهاجرا من الإسماعيلية بعد النكسة، حيث الزحام الشديد حتى يصل إلى مكتب قريبه الموظف الذي سيعينه بالشهادة المتوسطة لكنه لم يجده في مكتبه فيعود خائبا
تدخل الكاميرا بدون داع إلى دائرة الحمام.. فقد نفدت نقود أحمد وأصبح عليه أن يبحث عن مكان يأوى إليه، وأمه وأبوه ينتظران خطابا منه يخبرهما عن عنوان سكنه بالقاهرة.

ابتذال شديد 

يقابل أحمد، نعيمة (شمس البارودى) التي حولتها المدينة الصاخبة إلى بائعة هوى تبيع جسدها من أجل لقمة العيش، تخطف منه القمة بعد جوع يوم كامل وتخاطبه بابتذال شديد ويعاملها برفض فتخبره بأنها موجودة كل يوم أمام كشك السجائر في نفس الميعاد إن أراد لقاءها، فيتعرف عليها فيما بعد ويقع في حبها.

وبينما هو يتخبط في حى الجمالية يرى الحمام فيستهويه شكله الأثرى ويتعرف على صاحب الحمام (فايز حلاوة) المعلم الفتوة فيصبح أحمد مسئولا عن حسابات الحمام ومحل العطارة التي يمتلكها المعلم.

وتظهر مشاهد الجنس والمخدرات التي تحتل حيزا كبيرا في الفيلم، فيقبض على المعلم في قضية مخدرات فتمارس زوجته اللعوب (نعمت مختار) الهوى مع أحمد وتقابله في حجرة نوم المعلم.

وينتهى الفيلم بمصرع نعيمة على يد أبناء عمومتها طلبا للشرف ومحو العار بعد أن كانت قد أعلنت التوبة والعيش الحلال، ويلجأ أحمد إلى ضريح الحسين ويشكو الضياع ويعلن التوبة الفيلم بطولة "يوسف شعبان، نعيمة الصغير، إبراهيم عبد الرازق، عبد الغنى النجدى وناهد سمير.


تقول الفنانة المعتزلة شمس البارودى: تعاونت مع كبار المخرجين في مشواري الفني، ولم أكن الفنانة الوحيدة التي قدمت أدوارًا جريئة أو ارتدت مايوهات في أعمالها، فكل نجمات السينما ارتدين المايوه وقدمن هذه النوعية من الأدوار، وأنا حينما قدمتها كنت في أوائل العشرينات من عمري، فلم أكن أنجبت ابني الأول (عمر)، وكنت مقتنعة به لحبي الشديد للفن، فضلًا عن إيماني بضرورة الالتزام بتعليمات المخرجين.

عمل كبير لكاتب كبير 

وأضافت شمس البارودى: تمنيت بعد التزامي واعتزالي ألا أكون قد قدمت هذه الأدوار، علمًا بأن دوري في «حمام الملاطيلي» مفيش حد معملهوش، وأذكر أن المخرج صلاح أبوسيف الذي أخرج الفيلم حدثني قائلًا: (أنا بعت الفيلم ومش أنا اللي بعرضه تاني والله) لأنه كان يعتبرني بمثابة ابنته، مع الأخذ في الاعتبار أن هذا الفيلم عمل كبير وكتبه إسماعيل ولي الدين الذي يعد من أهم الكتاب..
 

الجريدة الرسمية