أعراض الاكتئاب النفسي.. وطرق غير تقليدية للعلاج
الاكتئاب النفسي أصبح من أمراض العصر التي نسمع عنها هذه الأيام بشكل شبه يومي، مع كل حالة انتحار نقرأ عنها، أو نشاهدها بالفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، ومعظم من يقدمون على الانتحار هم من الشباب، مما يزيد من القلق من هذا الشبح الذي يهدد الكثيرين، خاصة أن ضغوط الحياة ومشاكلها أصبحت تحاصر الجميع.
اكتشاف الاصابة بالاكتئاب
ويشير الدكتور أحمد مصطفى استشاري الطب النفسي، إلى أن الاكتئاب النفسي حالة من الحزن الشديد وعدم الإحساس بأي متعة حياتية بالصورة التي كانت تسعدك من قبل، مع أعراض أخرى مصاحبة، لمدة تزيد عن أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع متتالية، بدرجة تكفى لجعلك لا تستطيع القيام بنشاطاتك وواجباتك الوظيفية أو الأسرية أو الاجتماعية بصورة كافية.
ويضيف الدكتور أحمد أن الاكتئاب النفسي ليس علامة ضعف، أو دليل على شخصية سلبية أو غير سوية، إنما هو مشكلة صحية عامة، وحالة مرضية طبية قابلة للعلاج في الأغلب.
أعراض الاكتئاب النفسي
ويوضح الدكتور أحمد أهم أعراض الاكتئاب النفسي، فتجد المكتئب يشعر بأنه دائمًا أو أغلب الوقت حزين وسيئ المزاج، مع إحساسه بعدم قيمة وأهمية الحياة، حتى الأمور التي كانت تسعده من قبل، لم تعد تسعده، وقد يكون ذلك كله مصحوبا بشعور شديد بالذنب وفقدان الأمل في أي شيء.
وأفكار سوداوية وسلبية قد تؤدي في النهاية إلى التفكير في الموت بكثرة ومحاولة الانتحار، التي قد تحدث في الحالات الشديدة في حالة عدم الإسراع بالعلاج.
أعراض جسدية
ويوضح الدكتور أحمد أن هناك أعراض جسدية للاكتئاب، مثل الشعور بالإجهاد المستمر ونقص الطاقة، والأرق في النوم وخاصة في الصباح الباكر، وفى حالات أخرى يحدث العكس على شكل كسل ونوم لفترات طويلة كنوع من الهروب من الواقع.
وكذلك تتغير الشهية للطعام وكذلك الوزن، وبعض مرضى الاكتئاب بعكس ما هو متوقع، تزداد شهيتهم للأكل، ولكن البعض الآخر تقل شهيتهم للأكل، مما يعنى أن زيادة الوزن أو نقصانه خلال فترة وجيزة ودون تعمد من الشخص، قد تكون أحد مؤشرات اضطراب المزاج والاكتئاب.
وتكون هناك قبلها مؤشرات تحذيرية لذلك، مثل الحديث عن الموت والانتحار بكثرة، تهديد الآخرين، مع وجود سلوك عنيف في التعامل مع غيره.
ازدياد أعراض الاكتئاب عليه بصورة ملحوظة، وانعزاله عن الحياة والواقع. وعندها يجب ألا نستخف بهذه الحالة والتوجه للطبيب النفسي في أسرع وقت.
ويحذر الدكتور أحمد من التأخير أو عدم البدء في علاج مرض الاكتئاب، عندما تجتمع كل هذه الأعراض قد يؤخر في العلاج، وقد تتزايد الأعراض النفسية والعضوية، مما يؤدي للتأثير السلبي في الأداء الوظيفي والاجتماعي للشخص وابتعاده حتى عن هواياته التي كان يحبها.
ومن الأعراض المهمة أيضا، فقدان القدرة على التركيز والتردد في اتخاذ القرار، والعزوف عما كان يمتعه حتى العلاقة الجنسية التي كانت ممتعة له، وفى النهاية قد يمثل الاكتئاب تهديدا لحياة الإنسان المكتئب، ويسبب انتحاره.
علاج الاكتئاب النفسي بطرق طبيعية
وتقدم الدكتورة تيفني ريفورد استشاري التغذية مجموعة من علاجات الاكتئاب النفسي الطبيعية.
المغنسيوم
وتشير الدكتورة تيفني إلى أن نقص المغنسيوم قد يكون له صلة بأعراض الاكتئاب، حيث إنه مسئول عن استرخاء العضلات، وإنتاج البروتين والطاقة، وزيادة الأطعمة الغنية بالمغنسيوم في نظامك الغذائي اليومي يمكن أن يساعد على التخلص من أعراض الاكتئاب.
ومن الأطعمة الغنية بالمغنسيوم البذور كبذور عباد الشمس وبذور السمسم، والمكسرات كاللوز والكاجو، والفاصوليا والبقوليات والخضر ذات الأوراق الخضراء الداكنة (السبانخ، واللفت، والكرنب) والحبوب الكاملة.
عشبة الجنكة
وتوضح الدكتورة تيفني أن عشبة الجنكة تستخدم على مدى آلاف السنين، في مواجهة الاكتئاب وأعراضه، وأعراض الخرف، إلى جانب استخدامها في التخلص من أعراض الدورة الشهرية، والأضرار الناتجة عن العلاج الكيميائي.
وتعمل الجنكة على تخفيف أعراض الاكتئاب الطفيفة التي تصيب المسنين، وآثار الشيخوخة، إلى جانب أنها تحتوي على مضادات الأكسدة التي تواجه الجذور الحرة في الجسم والتي قد تؤثر سلبا على مستقبلات السيروتونين في أدمغتنا مع تقدمنا في العمر، مما ينتج عنه إصابة كبار السن بالاكتئاب.
فيتامين c
وتضيف الدكتورة تيفني أن فيتامين C يحتوي على مضادات للأكسدة تساعد في علاج نزلات البرد، ويعزز نظام المناعة لدينا.
كما أن فيتامين C أيضا يخفف من أعراض الاكتئاب، حيث يجعل الجسم يفرز مادة كيميائية في الدماغ تؤثر على الحالة المزاجية.
ولزيادة كمية فيتامين C في أجسامنا يفضل تناول الموالح والفراولة والبطيخ، والأناناس، والتوت، والفلفل والطماطم وذات الأوراق الخضراء الداكنة.
فيتامين B
حمض الفوليك هو أحد فيتامينات B، والتي تشمل أيضا الثيامين (B1)، ريبوفلافين (B2) والنياسين (B3)، وحمض البانتوثنيك (B5) والبيريدوكسين / بيريدكسال / بيريدكسامين (B6)، البيوتين B7)، (B12، والكولين.
وكل هذه العناصر تساعد أجسامنا على صنع المواد الكيميائية في الدماغ (العصبية) التي تساعد على تنظيم حالاتنا المزاجية، والتخلص من كل أعراض الاكتئاب.
التأمل واليوجا
كذلك تنصح الدكتورة تيفني بممارسة العلاجات الروجية كالتأمل أو اليوجا، حيث أن هناك علاقة قوية بين العقل والجسم، والتناغم بينهما يمكن أن يساعدنا على الشعور بالهدوء والسعادة.
فممارسة رياضة التأمل لمدة 15 دقيقة فقط يوميا يساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب.
كذلك اليوجا التي تعتبر مزيجًا من المواقف والحركات المتكررة مع تنظيم التنفس، كل ذلك يعمل على الحد من الاكتئاب والغضب والقلق، وجميع أعراض الاكتئاب.