الكبة أخذت الإنجليز.. واليوم عيد الجلاء!
ألمانيا تحتفل بذكرى الملازم "Dege" باعتباره آخر من استسلم من ضباط هتلر حيث سلم نفسه للحلفاء بعد عام تقريبا من رحلة من الهروب من مكان إلى آخر ! وروسيا احتفلت العام الماضي برحيل ديفيد دوشمان آخر جندي من الجيش السوفيتي كان على قيد الحياة وقد بلغ الـ ٩٨ عاما وقد شارك في تحرير معسكر الموت النازي في أوشفيتز في بولندا!
وبفارق مقارنة هائل.. علينا أيضا أن نحتفل وبالشكل اللائق بعيد رحيل آخر جندي بريطاني عن بلادنا مثل هذا اليوم ١٨ يونيو عام ١٩٥٦ بعد احتلال استمر لسبعين عاما أذاقوا فيها شعبنا كافة صنوف العذاب من القتل العلني في الشوارع إلي القتل بالإهانة وتلفيق القضايا كما حدث في دنشواي إلى الاعدام الجماعي كما في حادث مقتل السردار الانجليزي على يد الاخوة عنايت إلي القتل بمزيج من وسائل موت مختلفة..
كما اطلقوا الرصاص على الطلبة المتظاهرين عام ١٩٤٦ ثم فتح كوبري عباس علي الفارين من الطلقات النارية ليستشهدوا غرقي، إلي حادث الشرطة الباسلة في الاسماعيلية إلي نهب مصر بثرواتها وابتلاعها كلها كدولة بقناتها وقطنها وكل خيراتها ولم يد شعبنا من ملجأ إلا أن يغني ويبتهل إلي الله "يا عزيز يا عزيز.. كبة تاخد الانجليز" !! جاء الاحتلال لمصر عام ١٨٨٢ ونعرف كيف جاءوا ومن حق شعبنا أن يعرف كيف رحل الاحتلال أيضا!
في الثمانينيات تراجع الاحتفال بالأعياد القومية على أمل تجاهل كل انجاز مهم في الخمسينيات والستينيات.. لكن علينا اليوم ونحن نبني مجتمعا جديدا أن نحتفل وبقوة بكافة اعيادنا لنؤسس انتماء قويا لدى أجيال تعرف جيدا تضحيات اجدادها.. وتدرك أن تاريخ أي شعب حر في العالم ليس إلا حلقات نضال متصلة!
١٩ اكتوبر ١٩٥٤ كانت معاهدة الجلاء وفي ١٨ يونيو ١٩٥٦ رحلوا ثم عادوا في العدوان الثلاثي ليرحلوا نهاية العام نفسه بعد ملحمة بورسعيد !
المجد لأبناء الجيش العظيم ممن أداروا ملف الاستقلال على أكمل ما يكون.. المجد لكل شهداءنا.. أحيوا أمجادهم في كل مكان.. وهو أقل رد للجميل!