رغم العقوبات.. كيف وصلت رقائق أمريكية لأسلحة روسية؟
بدأ عملاء فيدراليون استجواب شركات تكنولوجية أمريكية حول كيفية وصول رقائق إلى العتاد العسكري الروسي المستخدم في أوكرانيا.
وقالت مصادر مطلعة، طلبت عدم كشف هويتها بسبب حساسية التحقيقات، لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن وكلاء وزارة التجارة يجرون تحقيقات بالشراكة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، ويجرون زيارات مشتركة إلى الشركات.
وتابعت إن هذه التحقيقات للاستفسار بشأن الرقائق والمكونات الغربية التي تم العثور عليها داخل أنظمة الرادار، والطائرات بدون طيار، والدبابات ومعدات المراقبة الأرضية الروسية.
وقال مسئول بوزارة التجارة عن التحقيقات: "هدفنا محاولة تعقب هذه الرقائق، وصولا إلى المزود الأمريكي"، لتحديد "كيف وصلت إلى أنظمة الأسلحة الروسية".
وأضاف المسئول: "فقط لأن رقائق تابعة لشركة ما تم العثور عليها بنظام أسلحة لا يعني أننا فتحنا تحقيقا بشأن تلك الشركة. لكن ما فعلناه هو أننا فتحنا تحقيقا بشأن كيف وصلت رقائق تلك الشركة إلى روسيا".
عملية شاقة
ووفق "واشنطن بوست"، لم يتضح أي المكونات التي يجرى التحقيق بشأنها. لكن محققين من دول مختلفة حددوا الإلكترونيات الغربية بالأسلحة الروسية التي تم العثور عليها في أوكرانيا.
ويبدو أن معظم تلك المكونات تم تصنيعها منذ سنوات، وبالتحديد قبل تشديد الولايات المتحدة للقيود على الصادرات بعد سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014.
لكن جرى تصنيع مكونات أخرى مؤخرا وبالتحديد في 2020، بحسب بحوث تسليح الصراعات، وهي مجموعة بحثية في لندن فحصت بعضا من تلك القطع الروسية.
وعلى مدار سنوات، كان يمكن للشركات قانونيا بيع رقاقات الحواسيب الأساسية إلى الكيانات العسكرية الروسية بدون الحصول على إذن أولًا من الحكومة الأمريكية، لذا فإن تحديد المبيعات غير القانونية يتطلب تحديد نوع الرقاقة وتاريخ البيع.
ويمكن أن يكون تتبع تلك المعاملات مهمة شاقة لأن المكونات الإلكترونية غالبا ما تتنقل عبر سلسلة من الموزعين قبل وصولها إلى المستخدم النهائي.
أسئلة التحقيق
وقال محام يمثل إحدى شركات التكنولوجيا التي تم التواصل معها إن المحققين بالوقت الحالي يتتبعون "شبكة واسعة"، ويفحصون مجموعة متنوعة من الرقائق والمكونات الإلكترونية لتتبع المسارات التي مرت بها حتى وصولها إلى الجيش الروسي.
وأضاف المحامي "من بين الأسئلة التي يطرحها العملاء الفيدراليون هو ما إذا كانت الشركات باعت منتجاتها إلى قائمة محددة من الشركات، بما في ذلك الوسطاء الذين ربما شاركوا في سلسلة التوريد".
وتصنع روسيا عددا قليلا من الرقائق الحاسوبية أو الإلكترونيات بنفسها، مما يضطرها للاعتماد على الواردات.
وعلى مدار سنوات، فرضت الولايات المتحدة رقابة صارمة على مبيعات الرقائق ذات التقنية المتطورة إلى روسيا وكذلك الرقائق المصممة للاستخدام العسكري، حيث يطلب من المصدرين الحصول على إذن من الحكومة