بعد توقف شهرين.. عودة الاجتماع الأسبوعي للبابا تواضروس
يلقي قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء اليوم عظته في اجتماع الأربعاء الأسبوعي، وذلك من الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.
وبذلك يستأنف قداسته عظاته بالاجتماع بعد توقف دام لشهرين، حيث كانت آخر عظات قداسة البابا في اجتماع الأربعاء يوم ١٣ أبريل الماضي، وفي نهايتها أعلن قداسته عن توقف الاجتماع طوال فترتي أسبوع البصخة والخمسين المقدسة.
يأتي استئناف قداسة البابا للاجتماع بالتزامن مع صوم الرسل والذي بدأته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أمس الأول والذي تبلغ مدته هذا العام ٢٩ يومًا.
ووقعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بروتوكول تعاون، مع وزارة البيئة المصرية، كذلك أطلقت الكنيسة وثيقة تعبر عن موقفها تجاه حماية البيئة.
وقع البروتوكول قداسة البابا تواضروس الثاني والسيدة الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة وذلك بحضور نيافة الأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية، وعدد من السفراء وممثلي هيئات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني.
يهدف اتفاق التعاون إلى تعزيز العمل المشترك في مجال القضايا البيئية والوصول إلى ثقافة عامة للمجتمع تترجم إلى سلوكيات إيجابية نحو البيئة ومواردها الطبيعية من أجل حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
وأشار نيافة الأنبا يوليوس في كلمته إلى أهمية الشراكة من أجل تنمية المجتمع المصري والوصول إلى الفئات الأكثر احتياجا والفئات المهمشة، وأكد نيافته أن الأسقفية تولي اهتماما كبيرًا لدعم قضايا البيئة خاصة قضايا التغيرات المناخية لما لها من آثار اجتماعية واقتصادية تعيق عملية التنمية، الأمر الذي يتطلب المزيد من التعاون بين كافة الأطراف المعنية لحمايتها وتنميتها.
وأثنت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في كلمتها على جهود الكنيسة القبطية بقيادة قداسة البابا تواضروس الثاني والتي تبذلها من أجل دعم جهود الدولة في الحفاظ على البيئة ومواردها وأكدت ان الحكومة تولي اهتماما كبيرًا بالبعد البيئي وتدرك أهمية رفع وعي الأفراد. مشيرةً إلى سعي الحكومة ليس فقط إلى حماية البيئة ولكن أيضًا لاستدامة الموارد لضمان بقائها للأجيال القادمة.
واشادت الوزيرة بدور الكنيسة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠، والتي ستنفذ بمشاركة جميع أطياف المجتمع. كما ثمنت معالي الوزيرة على الوثيقة التي تطلقها الكنيسة القبطية والتي استخلصت منها أهم الرسائل التنمويه ومنها: ربط الحفاظ على البيئة بفكرة مرونة المجتمعات في مواجهة آثار تغير المناخ، حيث أن الدول النامية ومنها مصر رغم أنها لم تتسبب في انبعاثات تغير المناخ إلا أنها الأكثر تأثرًا به، مما يتطلب تعزيز قدرات تلك الدول على التكيف مع آثار تغير المناخ وإنشاء مجتمعات لديها المرونة والقدرة على الصمود أمام آثار تغير المناخ.
وأشادت الوزيرة أيضًا بدور الكنيسة في الحوار الوطني للمناخ الذي تم إطلاقه مؤخرًا بهدف رفع الوعي وتعزيز مشاركة مختلف الفئات من شباب وسياسيين ورجال دين وامرأة ومجتمع مدني، في مواجهة تحدي تغير المناخ.
ومن جانبه، أكد قداسة البابا تواضروس الثاني أن البروتوكول يأتي ضمن حرص الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على القيام بدورها الوطني ومسؤولياتها تجاه القضايا العالمية والمجتمعية، ودعمها لاستراتيجية مصر الوطنية، وأثنى قداسته على الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة البيئة المصرية لحماية البيئة، وحرص الوزارة على نشر الوعي البيئي بين فئات المجتمع المختلفة والارتقاء بالسلوكيات البيئية للمجتمع من خلال إطلاق أول مبادرة وطنية لنشر الوعي البيئي "اتحضّر للأخضر" تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية. كما لفت قداسة البابا إلى أن الكنيسة تصلي دائمًا من أجل الأهوية والزروع والعشب، ونبات الحقل ليباركها الرب لتنمو وتكثر إلى أن تكمل بثمرة عظيمة.
وأشار قداسته إلى أن الحكومة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تولي البعد البيئي أهمية كبيرة وتضعه على رأس أولوياتها.
وفي الختام وجه قداسة البابا الشكر لنيافة الأنبا يوليوس وفريق عمل أسقفية الخدمات الاجتماعية والمسكونية، والتي تعد الذراع التنموي للكنيسة، على الجهود التنموية المستمرة التي تبذلها الأسقفية وعلى رأسها القضايا البيئية.