بايدن في السعودية
أعلنت المملكة العربية السعودية أن الرئيس الأمريكى بايدن سوف يزور المملكة بدعوة من الملك سلمان منتصف الشهر المقبل لمدة يومين.. وهذا الإعلان تضمن في ذات الوقت تأكيدا على أن الرئيس الامريكى سوف يلتقى مع خادم الحرمين وأيضًا مع ولى العهد السعودي الذى سبق وأعلن أنه لن يلتقيه أو يتعامل معه على خلفية قضية مقتل خاشقجى..
ولكن ها هى الأيام تدور ويتراجع الرئيس الامريكى بايدن عما سبق أن أعلنه من قبل، والسبب أنه وجد أن من مصلحة بلاده أن يفعل ذلك لأنه يحتاج لحث السعودية على زيادة إنتاجها من النفط هى ودول أوبك حتى تتم السيطرة على الارتفاع في الأسعار العالمية للنفط، وهو ما سوف ينعكس بشكل مباشر في أسعار البنزين في وقت يستعد حزبه لانتخابات الكونجرس القادمة..
فضلا عن أن انخفاض أسعار النفط العالمية أيضا من شأنه تخفيض إيرادات روسيا من تصديره، وبالتالى يؤدى إلى أن تكون العقوبات الاقتصادية المفروضة أوربيا وأمريكيا مؤثرة على روسيا، ولذلك لم يجد بايدن أمامه إلا أن يقدم للسعودية تنازلا واضحا لتشجيعها على أن تقدم له ما يريده منها.
وهذا يفهمه الأشقاء في السعودية جيدا ولذلك لم يفوتوا تلك الفرصة لزيادة حجم تنازلات الرئيس الامريكى، لذلك دعوا له خلال زيارته كل قادة الدول الخليجية ومعهم قادة مصر والأردن والعراق أيضا لإظهار مكانة السعودية في المنطقة..
وهكذا نحن نشهد الآن مباراة دبلوماسية وسياسية بين السعودية وأمريكا، وهى مباراة أفرزتها تداعيات حرب أوكرانيا، حيث تحاول أمريكا تكثيف الضغوط على روسيا بحشد حلفائها في العالم، بينما تسعى السعودية لاستثمار هذه الظروف الدولية الجديدة سياسيا أفضل استثمار ممكن، ولذلك سوف تكون حريصة على أن تحتفظ بعلاقاتها مع روسيا طيبة، خاصة في ظل الإدارة الامريكية الحالية.