علي جمعة ويوسف زيدان والفيل محمود!!
جدل لا نهاية له على كافة الأصعدة بعد تصريحات الدكتور علي جمعة مفتي ديار مصر السابق من أن الفيل الذي قاده أبرهة الأشرم لهدم الكعبة اسمه محمود! الدكتور على جمعة كعادته استند إلي كتب التراث.. وخصوصا لتاريخ الأمم للإمام الطبري.. ورغم ملاحظات الكثيرين من العلماء والمؤرخين علي الطبري وعلي تدقيق رواياته إلا أن الملاحظة الأهم أنه هو نفسه ولد عام ٢٢٤ هجرية! أي بعد أكثر من ٢٧٥ سنة من واقعة الفيل! وعندما تكون الرواية التراثية لا تستند إلي نص قرآني أو دليل قوي من السنة النبوية الصحيحة فلابد أن نتوقف عندها وتبقى في إطار الرواية التراثية الأقرب إلي الحكي الشعبي منها إلي التاريخ!
وكما طالبنا وغيرنا مرات عديدة من طريقة التعامل مع التراث -من بين أهم خطوات تجديد الخطاب الديني- وضرورة قياس رواياته علي القرآن الكريم وعلي العقل.. فلا القرآن ذكر ذلك ولا العقل يقبله.. فلم يكن حتى إسم محمود منتشرا بين الرجال لتسمى به الفيلة! كنا في غني عن كل هذه الضجة التي بلا أي فائدة!
إنما الأكثر إثارة من تصريحات الشيخ على جمعة هو تدخل الدكتور يوسف زيدان على خط الأزمة ليقلب الدنيا هو الآخر.. وبدلا من الاعتماد علي كتب التراث كالدكتور على جمعة اعتمد علي روايات منسوبة لعدد من المستشرقين من كون قصة الفيل كلها غير صحيحة وإنها إسرائيليات! ورغم وجود سورة في القرآن تحمل اسم الفيل والأسئلة التي تطرح نفسها علي زيدان الذي يتزايد الغضب ضده -وسيتصاعد أكثر- ونقول:
إذا كان لسورة الفيل -مثلا مثلا- تأويلا مختلفا غير ما فهمه العلماء إذ يبقي ورودها قطعيا تفسيرها ظنيا.. فماذا اذن عن التآريخ لميلاد الرسول عليه الصلاة والسلام من حادثة الفيل؟! وماذا عن حوار عبد المطلب جد النبي مع أبرهة؟ وماذا عن أبرهة نفسه؟! وماذا عن القليس بديل الكعبة باليمن؟! إذا كان كل ذلك أساطير فكيف مرت دون أي نفي خلال فترة الرسالة والنبوة؟ ثم فترات الراشدين؟! ثم عند تابعي التابعين؟!
الأسئلة كثيرة.. والجدل أكثر وأكثر!